وُلِدتُ في الغابةِ العمياء
كان أبي يعوي على تلَّةِ الرُّؤيا؛ لأُبصِرَهُ
وكنتُ أعوي أنا أيضًا؛ ليُبصِرَني..
أيضًا
لأهزمَ إنساني، وأنصُرَهُ
وفي ضُلُوعي زئيرُ الجمر..
ألبسُني من داخلي
كلما مزَّقتُ مِئزرَهُ
النَّارُ في ضِفَّةٍ للرُّعبِ
شاعرةٌ
ما أفضعَ اللهب العاريْ، وأشعرَهَ
لا طينةٌ تشربُ الحُمَّى
ويشربُني خوفٌ يُدثِّرُ ذاتي..
لن أُدثِّرَهُ
بي رعشةٌ تُظمىءُ المنفى..
وكم ظمأٍ
أضاعت الرِّيحُ في المجهُول أنهُرَهُ
وللفُصُول فُصُولٌ نصفُ مُورقةٍ
دهرين
يرتجلُ الرُّوحيُّ مُثمِرَهُ
والانتظارُ شُمُوعٌ
موعدي قمرٌ في الأسرِ
حدَّقتُ في الأسرى ولم أرَهُ
لا وقتَ يُسعِفُنِيْ..
الأضواءُ مُزعجةٌ..
إشراقة تحجُبُ المعنى ومصدرَهُ
نفسيَّتي
ريشةٌ في عينِ مِحبرةٍ
أنا الذي ضيَّعَتْ فوضاهُ دفترَهُ
سريريَ العُشبُ..
لم أكتب عن امرأةٍ عُشبيَّةٍ..
لم أخُنْ أُفقِيْ وعبقرَهُ
مخدّتيْ صخرةُ الواديْ
أنا أرقُ المصباحِ
أودَعَنيْ المصباحُ مِجْهَرَهُ
في المهدِ
أرضعتُ أشجاراً مُسافرةً..
المهدُ
لا غيمةٌ فاقتْ تصوُّرَهُ
كم صورةٍ
وهو مسترخٍ كأمنيةٍ رمليَّةٍ..
شرِبَتْ مِلحي وسُكَّرَهُ!
مُرٌّ على ضِفَّةِ النهر الحزين
دمي مُرٌّ..
فشلتُ كثيرًا كي أُغيِّرَهُ
الموتُ أبعدُ من قتلى بلا جُثثٍ..
حاكمتُ خاصرتي،
برَّأتُ خِنجرَهُ
ما كان يُروى عن الصحراء
تُخطئهُ النَّاياتُ
يربحُ أوراقي لأخسرَهُ
محمولة ناقة الراوي على كتفِ النجوى،
كوادٍ يُناجيني لأعبُرَهُ
ليلاً
على ظهر ديناصور أخيلتي
أُروِّضُ الخوفَ
كي أُنسيهِ محشرَهُ
وُلِدتُ في الغابةِ..
المعنى المُخيفُ هو الأفقُ الأليفُ
أُرَبِّيْ فيك أخطرَهُ
وُلِدتُ حُزنًا كبيرًا،
كنتُ أكبرَ من ليلِ المكانِ
دجًى ما كان أكبَرَهُ
أمشي على أربعٍ:
صوتي وصاريتي ودمعتيّ
مدًى أنهكتُ معبرَهُ
على ثلاثٍ:
تآويلي وفلسفتي وحكمتي..
أقتفي قلبي وعُنصُرَهُ
آثارُ أقدامِ قلبي:
وِحشَةٌ وجبالٌ في الدُّهُورِ
وموتٌ كنتُ مُذعِرَهُ
وُلِدتُ أمشي على رأسِ الهواءِ
كما تمشي السَّماءُ على رأسي؛ لتكسِرَهُ