قالَ (إقرأْ) .. ولمْ يقلْ (جَلَّ مَنْ لا)
قَبْلَ كُنّا وكانتا .. قَبْلَ كلَّا
قبلَ أنْ علَّمَ الأسامي بذنبٍ
ثمَّ قالَ اهبطوا جميعاً ولولا ..
.. فِتنةُ الحبِّ ما طفِقْنا ولكنْْ
هكذا الحبُّ هكذا حينَ ضَلَّ
نجمةً نجمةً وغيماً فغيماً
بلّلَ الوقتُ ركْعةً ثمّ ولّى ..
.. قطرةً قطرةً إلى أنْ تساوى
بين كفّيَّ حُزنُهُ أو لعَلّ ..
..نطفةً ما تمرَّدتْ من خيالٍ
أو حراماً من المجازِ أُحِلَّ
رُبَّما ذاتَ نشوةٍ لا نغنّي
بيدَ أنَّ القلوبَ ياربُّ تُتْلى
إنْ غفتْ روحُهُ غفى أو تنادتْ
باتَ يَعْرى وباتَ في الرَّيْبِ يُصْلى
قابَ غَيْبينِ .. مَنْ رَماهُ وأَفْضى
للمجرّاتِ قلبَهُ؟ أينَ صلّى؟
مِثْلُ سِرٍّ ومِثْلُهُ ليسَ يَخْفى
أو كحبْلٍ من السَّماءِ تدلّى
البداياتُ والنهاياتُ أُنثى
والسَّماواتُ بالسَّماواتِ حُبْلى
يا سليلي ويا أخي في المرايا !
يا بنَ جنْبي: ألسْتَ في الشَّكِ أحلى؟
هلْ مِنَ العدلِ أنْ يعيشَ وحيداً؟
أم مِنَ الحبِّ أنّهُ ما تَوَلَّى؟
يا إلهي ! ألم تقلْ مِنْ ترابٍ؟
ثُمَّ كنّا لحِكمةٍ ليسَ إلّا ..
ليسَ إلّا؟ .. فما شُرودي وحُزْني؟
ما ضَلالي؟ ومَنْ أنا بعدَ جَلَّ؟
غُربةُ الأرضِ غُربتانِ وروحي
روحُهُ كيفَ إنْ خَلَتْ أو تَخَلَّى
مُنْتهى الرّوحِ سكرةٌ يا فؤادي
فالتَقِطْها مِنَ الرّدى أنتَ أَوْلى
ذاتَ كشْفٍ سيملأُ الأرضَ نوراً
لا تقلْ: بلْ رأيتُهُ قُلْ: تَجلّى ..
ذاتَ صبحٍ كأنّهُ أنتَ غامِرْ
وابتكرْ أنتَ للضُّحى مِنكً شَكْلا