دَعْ كُلَّ مَنْ تَرَكَ الفُؤادَ يَغيبُ
فَالْهَجْرُ خَيْرٌ وَالْبَقاءُ صَعيبُ
يَمْضي هُنالِكَ خَلْفَ وَهْمِ غُرورِهِ
فَغَدًا جَميعُ جِهاتِهِ سَتَذوبُ
والأمْرُ أكْثَرُ ما يَكونُ كَرامَةً
فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَيُّها الْمَغْلوبُ
لِتَسْرِ لِوَحْدِكَ في دُروبِكَ شامِخًا
تَلْوي حَنينَكَ إنْ دَعاكَ لَهيبُ
لا قَدْ تُحاوِلْ مَنْ يُريدُكَ شاعِرًا
سَيَرى حُروفَ يَدَيْكَ وَهْيَ تُصيبُ
دَعْهُمْ يَمُرُّوا لِلْجَحيمِ فَرُبَّما
عَبَروا الصِّراطَ تَعَمُّدًا لِيَتوبوا
حَلِّقْ بِرُوحِكَ لا تُفَكِّرْ لَحْظَةً
في مَنْ تُوقِدُ جَمْرَهُمْ لِيَذوبوا
لا شَيْءَ دونَكَ يَسْتَحِقُّ مَحَبَّةً
فَلأَنْتَ عِطْرُ مَكانِهِ وَالطِّيبُ
سافِرْ بِنَفْسِكَ دائِمًا مُتَألِّقًا
كَمْ تَرْتَجِيكَ لَدَى الْمَسيرِ قُلوبُ
مَهْما اسْتَخَفَّ بِكَ الْجُنونُ فَإِنَّهُ
فَيْضٌ يَسيلُ، وَلا تَ حينَ مُجيبُ
وَهَواكَ في بَعْضِ الْأَحِبَّةِ قُرْبَةٌ
وَهَواكَ في بَعْضِ النِّساءِ ذُنوبُ
ما ضَرَّ قَلْبَكَ إنْ تَرَصَّدَهُ الْجَوَى
فَالصَّدْرُ بَحْرٌ وَالْفُؤادُ رَحيبُ
يَوْمًا سَتَرْقُصُ في الطِّلالِ مُعانِقًا
أَحْلى مِنَ الذَّهَبِ، وَذاكَ قَريبُ
يَوْمًا سَتُزْهِرُ كُلُّ أَحْلامِ الْهَوى
حَقًّا، وَقُلْ: يَتَحَقَّقُ الْمَطْلوبُ
قَدْ يَسْتَطيلُ تَوَقُّدِي لَكِنَّهُ
سَيَذوبُ مِثْلَ الشَّمْعِ حينَ يَذوبُ