بانتظارِ العِطرِ
كُنّا جالسينَ هناكَ
والأسماءُ نصفُ مؤجّلةْ ..
مُتلاصقينَ كإصبعينْ
مُتباعدينَ .. كنجمتينْ
وغامضينَ كما الوضوحِ
وواضحينَ .. كأخْيِلةْ
بانتظارِ الشّوقِ كُنّا
نائمينَ على حدودِ الصّحوِ
نسألُنا :
أيمكنُ أنْ تقومَ قيامةُ الكلماتِ
إنْ حضَرَ المساءُ مبكراً
هذا المساء
وأن تفرَّ شفاهُنا مِنّا
لكي تَسْتقبِلهْ !
بانتظارِ حضورِنا
كانت أصابِعُنا المزيّفةُ الأظافرِ
تستريحُ على الخدودِ
الغائبةْ ..
وتُعيدُ ترتيبَ الكلامِ
لتُقنعَ القُبلاتِ بعد جفافِها
أنّ الحكاياتِ التي فرّتْ
سترجِعُ تائِبةْ
كمْ أنتِ يا هذي الأصابعُ كاذبة !
تتكاثرينَ
تثرثرينَ
وتنثرينَ وجوهَنا حولَ المقاعِدِ
كي تظلَّ مُبلّلةْ !
بانتظار قصيدةٍ كُنّا
تجيءُ كموجَةٍ تاهَتْ عن البحرِ الطّويلِ
لِتفتحَ المَعنى الذي
قد أغلقَتْهُ الأسئلةْ ..
وتُعيدُ ترميمَ النهارِ
ليَستردَّ عيونَهُ
ويَرى المسافةَ كم تطولُ
على المُسافرِ
حينَ يأكُلهُ الغيابُ
وحينَ يذْكرُ منزِلَهْ ..
بانتظارِ بريدِنا المكتوبِ من زمنٍ
رسائلَ مُقلِقةْ
فَقَدتْ عناوينَ البيوتِ
وصدّقتْ ساعي البريدْ
حين دَوّنَ ما يُريدُ بدفترِ الوجعِ البعيدِ
وأغلقَهْ ..
كنّا هناكَ
وما نزالُ مُحنّطينَ على المقاعِدِ
صابرينَ .. كصُورةٍ
سَقَطَ الجِدارُ
وما تزالُ مُعلّقةْ !