هَجرتُ الكأسَ ولا أعرفُ مقرّا
وهَلَعي ناحَ منزلكِ إستقَرّا
إعتدتُ الأخوافَ والدُّنيا منازعٌ
أفتَقِدُ من الأساريرِ المَسرّا
وإنكِ على حالِ مـا تَركتُكِ
صَفاءُ ذاتِكِ أمامي قد تَعَرا
في كلِّ مَـرَّةٍ بالكفرِ تَسمَحينَ
وبأهوائي تَعلمينَ لستُ حُرّا
لا يَدَعُني الليلُ يُشتِّتُ أفكاري
ولِـمَ يَتَعاودُ الأمرُ كُلَّ مَرّا
أستَحلِفُ الخَمْرَةَ أن تُبعِدنُي عَنكِ
لكنِّي أَلهَـفُ لا أجدُ مَقرا
أما كان حَريّاً إستعمالُ الجفـاءِ
ربما إستكانَ كأسي باتَ مُقفهرّا
فإنَّ لَسعَ الشهواتِ كان أقـوى
القَلبُ من أصفادِ الأكبالِ تَبرّا
مهما إحتدمَ السِّجالُ عنّا ما هَمَّني
تركتُ ديني وأهلي أمسَيتُ حُرّا
نَقيعُ خَمرَتي من سَدائِـلِ شَعرِكِ
تَروي ظَمأَ عِشقي فلا أَهابُ أمرا
رفَعتُ خِمارَ الحُبِّ المُترع شُهىً
واللَّيلُ عَمدا بالإنزواءِ إستَمرّا