الآن تنخرُ رأسيَ الأسبابُ
ويشدّني في الفكرة الخلّابُ
شبَقُ الكلام يشبُّ ملءَ مشاعري
كالحُبِّ،
في القلبِ الصغيرِ ثِـقابُ
وتَدفَّقَ المعنى الغزيرُ على يدي
حدَّ الغريق
فكيفَ لا أنسابُ
الآن أرهنُ في القصيدةِ نجمتي،
قبسٌ رؤايَ إذِ الطريق ضبابُ
الآن حظُّ الشاعر العربيّ هُوْ
سكَتَ الجميع ووحدك استغرابُ!
وجع البلاد ينام ملء محاجري
من حجرها تتسرّبُ الأتعابُ
أبكي بلادي كي أنام فلم أنم
لا الصمتُ يرفِقُ بي ولا استعتابُ
الشعر يملؤني جراح عروبةٍ
منها بها المغلوبُ والغلّابُ
فيها النذالةُ عزّةٌ والعزّ ضاعَ
(القدس) لا منّا ولا أصحابُ
يا طاهر الأحزان لا( عيسى) هنا
اليومَ آلهةٌ لنا الأنصابُ
يا حافيَ الأقدام منهوبَ المدى
سرقا مداك الغربُ و الأعرابُ
وكأنّ ربّا ما يفضّلُ غربَـهم
تسطو و تقتَلُ باسْمهِ أحزابُ
ذلوا رجالا و المجرّة حُرّةٌ
وتكاد أن تتقيّأَ الأنسابُ
ذلوا رجالا في الوجود
وحولهم يتقاتل الأعداءُ و الأحبابُ
ذلوا رجالا فالخضوع عبادة
و العارُ تقوى و التقاة كِذَابُ
ذلوا رجالا فالسلام سياسة
والناس هلكى والزمان مصابُ
فأنا المدى الموجوع دمعُ سحابه
ولديّ من وجعِ الكلام كتابُ
ويقيم فيَّ الكافرُ، المتشيّعُ، الورعُ
التقيُّ، الفاجرُ، النصّابُ