تَعالَي لأُخْبِرَكِ
كَيْفَ يُبْدِعُ الشَّاعِرُ
فِي لَحْظَةِ الأَلَمِ
تَعالَي لأُخْبِرَكِ
كَيْفَ تُولَدُ القَصِيدَةُ
بِلا أُمٍّ وَلَا رَحِمِ
تَعالَي لأُخْبِرَكِ
أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ لَدَيَّ
فَرْقٌ بَيْنَ
خُصُوبَةِ الحَرْفِ وَالعُقْمِ
وَأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ لَدَيَّ
وَقْتٌ أَوْ لَحْظَةٌ
أُعِيرُهَا إِلَى النَّدَمِ
أَسْتِلُّ مِنْ أَضْلَاعِي قَلَمَاً
إِنْ غَابَ قَلَمِي
أَقْطَعُ شِرْيَانِي
إِنْ جَفَّ حِبْرِي
وَأَسْتَمِدُّ الحِبْرَ مِنْ دَمِي
وَأَكْتُبُ حَرْفَاً
يَحَارُ فِيهِ قَارِئِي
كَعَرَبِيٍّ وَحِيدٍ
بَيْنَ آلَافٍ مِنَ العَجَمِ
وَأُنْطِقُ الحُرُوفَ
بِكُلِّ فَصَاحَةٍ
وَكَأَنَّهَا تَحَرَّرَتْ
بَعْدَ سِنِينَ مِنَ البُكْمِ وَالصَّمَمِ
وَيَرْقُصُ شَيَاطِينُ شِعْرِي
فَلَاسِفَةٌ لِتَرَدِّي حَالَتِي
هَدَمْتُ أَرْكَانَ سَعَادَتِي
كَمَا عَادٍ وَإِرَمِ
اِعْزِفْ يَا حُزْنُ لَحْنَكَ
كَيْ يَنْتَشِي جُرْحِي
وَيَخْرُجَ مَارِدُ المَأْسَاةِ
لَا مِنَ المِصْبَاحِ
بَلْ مِنَ العَدَمِ
وَحُمَّ يَا غُرَابَ البَيْنِ
مَعَ بُومٍ
غَدَوْتُ إِبْرَاهِيمَاً
وَمُؤَجِّجِي نَارِي
أَهْلِي وَقَوْمِي