ضاجعَ الليلُ جسدَ الغيمة
كأمشاجٍ ثَكلى باليأس
تجترها أنيابُ الريح
وجبةَ جوع
لعقتها ألسنةُ الظَلام
بطعمِ الزَّقوم
فأُجهضَ النورُ من رحمِ العتمة
بدمعٍ مسجور
تلاه عُقمُ دَهشة
شَهقة
فكانت ولادةُ حُزنٍ
قَدَّمت لي فرناً من التعب
مأدبةً من الألم
خُبزَ وجعٍ
لقمةَ سَدم
لتقضِم سريرَ الرُّوح
تلعقَ من شراشفي
ولتشربَ من وسائدي
الظمأى
تَنهدَ الليلُ من دلفِ السمر
وغَصَّ الكلامُ من ثَغرِ القَمر
فحُررَت أزرارُ الذاكرة
في قميصِ الذكريات
زراً كافراً
زراً صامتاً
زراً من لهب
وتفتقتِ الأكمامُ كجثةِ لقيطٍ
مرميٍ على خاصرةِ الموت
أتى القدرُ مهرولاً
أمامَ شجرةٍ تُحتَضر
تعبثُ بها يدُ الريحِ
لتَسقُطَ فاكهةُ الروح
صريعةَ الوجعِ والسهر
ففي الموتِ ربما تكتملُ الأمنيةُ
وتُحلُ الأحجية
وينتَحرُ القَهر