جُندٌ من البعثِ قد قامَت قيامَتُهُم
لمَّـا ظلامُ الليالي أشعلَ اللَهَبَا
رمى جنودُ النظامِ المسلمينَ فما
أصابَهُم منهُمُ سهمٌ و لا اقتَرَبَا
و إن رموا بسِهامِ الكفرِ مشرقهم
تميلُ أسهُمُهُم من خوفهِم غَرْبَا
رموا السماءَ الرجا للريحِ تُنجِدُهُم
و لكنِ الريحُ هزَّت جذعَهم فكبا
و مالتِ الأرضُ من تحت الجنودِ كما
لجيشِ فرعونَ مالَ البحرُ و انقلبا
فاستَبشِرِ اليومَ هذا النصرُ مرتَقَبٌ
و اليومَ قد صارَ هذا النصرُ مُرتَغَبَا
يا من أرَدتَ بأرضِ الشامِ مَفسَدَةً
لن تستكينَ بلادُ الشامِ أو تَغِبا
هيهاتُ يا أسدُ الطاغي و جيشَكُمُ
عزَّ المرادُ فأرخَصنا لهُ الذهبا
نفسي فداءٌ لأرضِ الشامِ يا أبتي
حمصٌ حماةٌ و للشهباءِ يا حلبَا
ما كانَ يومًا منَ الشامِ انتِها نسبي
لكن إلى الشامِ حقَّ الموتُ و انوَجَبا
للآخذينَ منَ الساروتِ منهَجُهُم
للحامِيِّنَ مرامي الثورَةِ انتَسَبَا