حصن الْغُرَاب/بقلم:عبدالله الأحمدي

بَينِي وَبَيْنكَ مُثْخَنُونَ قُدَامَى
وَوُحُوش غَاب أَتْقَنُوا الإجراما

جَمَعُوا مِنَ الشَّيْطَان كُلَّ خَطِيئَة
فَلَظَى اللَّعِين تَنَفَّسَت أجساما

لَمْ أَخطُ يَوْمَا نَحو بَابكَ خطْوَةً
إِلَّا رَجَعت بِمِثْلهَا أَعَواما

فَأَنَا رَهين مَسَافَة فِي صَدْرهَا
ذَوَت الْأَمَانِي الْخُضْر وَهِي خُزَامَى

وَبَقِيت فِي دَرب اللَّيَالِي حَارِسا
أُحْصِي النُّجُوم وَأَحْرُس الأياما

وَطَرَقت أَبْوَاب التَّسَاؤُل بَاحِثا
عَنْ كَيْفَ بَلْ مَاذَا وَهَلْ وَعَلَاما؟

أَمضِي فَيَحْتَرِق التَّسَاؤُل دَاخِلِي
حَتَّى اسْتَحَالَ رَمَادهُ أكواما

وَالْكَلّ مَشْغُولُونَ عَنْكَ بِلَهْوهمْ
إِلَّا شقيا يَعْصِر الأقلاما

لِيَبُوح أَشعَارا وَيَذْرِف دَمْعَة
وَيُذِيق صَفْحَة شِعْره الآلآما

أَلْفَيْت زَهْر الْأبْجَدِيَّة يَانِعا
فِي نَاظِريكَ يُفَجِّر الإلهاما

….

وَبِبَابكَ الْمَفْتُوح يَلْهُو صبية
يَتَبَادَلُون الْمَوْت والألغاما

وَهُنَاكَ فَوْقَ التَّلّ ثَمَّ حرائقٌ
وَعَلَى الْحَرَائِق يَسْتَفِيق يَتَامَى

وَبِحِصْنكَ الْمَنْصُوب أَعْلَى شَاهِق
حكَم الْغُرَاب وَقوَّم الأعلاما

وَأَطَلَّ فِي ثِقَةٍ يُخَاطِب سِرْبهُ
فَحَنَا الْجِبَاه بِنَعَقَتَيْنِ وَنَاما

نَامًا! وعاثت فِي الدَّيار كُفوفُ منْ
أَعْلُوهُ دَوْمَا رفْعَة وَمَقَاما

الْمُعْتَدُونَ رَمَوْا بِكُلِّ نِبَالهمْ
فَتَرَى الْفُؤَاد مِنَ الزِّحَام سِهَاما

كُلُّ السِّهَام عَلَى الْفُؤَاد ألِيمَة
سَهْم الْقَرِيب أَشَدّهَا إيلاما

هُمْ مُظْلِمُونَ وَلَوْ رَأَيْت بَيَاضهُمْ
وَيَزِيدهُمْ هَذَا الْبَيَاض ظَلَاما

ياريح أَنْتِ الْيَوْم أَصْدَق قَائِل
فَدَعِي السُّكُون وَبَدِّدِي الأوهاما

فَعَلَى بِسَاطك ثَمَّ وَحيُ نبؤة
تَحْدُو الْغَمَام لِتُمْطِر الأحلاما

وَتُحَطِّم الْأَغْلَاَل وَهِي عَنِيدَةٌ
وَتَقُول لِليْل الْبَهيم سَلَاَما

لا عَدْل إِلَّا أَن نَكُون معاولا
نَهَضَت بِنَا لِنُحَطِّم الأصناما

وَنَطَوف أَحرارا بِكَعْبَة أَرضنَا
وَنُجَدِّد التَّوْحِيد والإحراما

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!