حـــروبُ / شعر :عبدالكريم الزليل ( اليمن )

وطــنٌ تثــور بخافقيهِ  حـــروبُ

نصــفٌ يمــوتُ ونصفهُ منكــوبُ

 

يطـوي المساءُ صباحـهُ مُتعمـداً

ويمرُ من ثُقــب الأنيـن غُـــروبُ

 

يغتالهُ التمـــزيق رغــم جـراحنا

وتعـــودُ فينا العاديات ثقــــوبُ

 

وطــنٌ تنهد مـن زفيـر صـدورنا

حتـى تسمّر وجـهُنا المـرعـــوبُ

 

وعــدوا البلاد بكل جـــرحٍ نازفٍ

لمَّا أتانا غاضـــــبٌ  وغضـــــوبُ

 

ومدينـــةٌ ثكلـى تعيــــدُ  أنــينها

فتمـزقت بيـنَ الضلـوع  قُلـــوبُ

 

ما ذنب هذا الشعـب يأكلُ نفسهُ

أفلا يحـق بأن تعيش شُعــــوبُ

 

وعلى السعيـدة كل طفلٍ جائـعٍ

تسقيه من ثدي الجحيم كـروبُ

 

والعَالَــم الملعــون يفتـــن بيننا

وجــدارنا من رأســهِ  مخــروبُ

 

نمـوتُ قهـراً في طـريق عبـورنا

وعــتادنا مــــن بيـننا مسلـــوبُ

 

ياعابثيــن بــدمعنا  ودمــــوعنا

رقّــوا لشعـبٍ عمـــرهُ مغلـــوبُ

 

فأنا أتيتُ معَ القصيدة أحتسـي

ألمي ورأس قصيدتي معصـوبُ

 

لا تُـــولد الأوجــاعُ إلا شاعـــراً

يلد الحــروف ورأسهُ مطلــوبُ

 

هاقـــد أتــينا إن طُلبنا مـــــرةً

لا ذنب فينا كي تمـوت ذنــوبُ

 

كــم قـــد كتمنا غيـظنا ولهيبنا

وجعَّاً يموتُ بموطني الموهوبُ

 

هذي البلادمن المخاوف تكتسي

ورحـيقها مــن وردها مشطـوبُ

 

تتنفس الأحــــداث كل متاهــةٍ

وأنا أكادُ  مــــعَ الجـحيم أذوبُ

 

أحلامنا من كل طيشٍ أُحـرقت

وقريضنا مــن دمعنا مكتــــوبُ

 

وكأنــما الأوراقُ ســاح همـومنا

ومــــدادنا للعابــــرين هبــــوبُ

 

مســح الظــلام نهارنا ومـساءنا

ومـساؤنا للحائــريــن  نيـــــوبُ

 

ماذنب هذي الأرض تفترش الأسى

وجـحيمها لـرفاتـــنا  منســـــوب

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!