أَقفَلتُ الأعينَ لأرحلَ بَعيدا
عن هذا الغَمرِ وقد أمسيتُ وحيدا
أتنازعُ بقايا من الذكرياتِ
يحِنُّ إليها مَن كان عَنيدا
أقِفُ عند تأملِ الصُّبحِ حيناً
يَضفرُ الحلى من وجهِهِ رَغيدا
ويتَبدَّدُ فــي ذَهبـةِ النَّهــار
دَأبُ العُمرِ ويَنفلِشُ زَهيدا
في غَسقِ الظُّلمَةِ ساهدا يُناجي
ما تَراهُ البَصيرةُ وليس جَديدا
تَراكُمُ أعوامٍ مـا كَلَّ يَدورُ
دونَ مَلَلٍ هذا الكونُ مُستفيدا
من سَكنَةِ الليلِ المُتناعِسِ الجَفنِ
يَتفلَّتُ حول ذَاتهِ مُعيدا
ما إبتدأَ بِهِ ويَهمُزُ الأسفارا
ما بالُ هذا الخَواءِ يَنحو أكيدا
مِن مَسارِهِ وبالعَتمِ ينغمسُ
ملأ أمشاعاً وتَراخى بَليدا
لا يُعَكِّرُ صَفوتَهُ أي هَمسٍ
يُغالي في العُمقِ وشاءَ أن يَزيدا
أحمالا في مَراكبِ أزمنَتِهِ
ويَنثُرُ حِبالَ الأنجُمِ تخليدا