حين تحنو على الدموعِ الدموعُ
ما على العطرِ ينزوي أو يضوعُ؟!
غربةٌ يامُناي مِن بعدِ أخرى
أين مني ومنكِ ذاك النزوعُ؟!
إن يكُن غابَ عن عيونكِ طيفي
فعلى صهوةِ المجازِ الرجوعُ
أسرفي بالعتابِ أو بالتنائي
في كلا الحالتين قلبي الولوعُ
نضُبَ الزيتُ مِن قناديلِ عيني
وانطفت بعد ناظريكِ الشموعُ
يالعينيكِ مُقمراتٌ وليلي
موحشٌ والأنامُ حولي هُجوعُ!
بادليني الهيام يا “بنت كربٍ”
فمن الأصل تستقيم الفروعُ
يا ابنةَ الحُسنِ والدلالِ المُوشى
بالبشاشاتِ أوحشتني الرُبُوعُ
عجباً تعجبين من طولِ صبري
وبعيني إلى مُحياكِ جُوعُ؟!
مثل (سيزيف) هاأنا في عنائي
غير أن الصخورَ فوقي دروعُ
لا تموت الشعوبُ إلاَّ كَما
ماتَ في القديمِ النبيُّ(يسوعُ)
حين قال اليهودُ:قودوه للصلبِ
فقال الإلهُ: ياقوم لن تستطيعوا
رُبما تخدعُ الأذانَ الأسامي
رُبما يخدعُ العيونَ السطوعُ
غير أن الضُحى وإن طالَ ليلٌ
سوف تأتي حشودهُ والجمُوعُ