الزّلزالُ آلةُ هَدمٍ لَيْزيرِيّةٌ
في آفاقِ الكَينُونة ..
ما أشدَّ لَطْمتَكَ أّيّها المارِقُ
وما أَضعفَ كائناتِ الطّينِ
أَمامَ الحَقيقةِ الأَزليّة ..
أيُّها اللّا مَوصوفْ
المَعنى يَضُجُّ في عُمقِهِ
وأَنتَ كَهفُ الأسرارِ الأَبديُّ
فَتَنْفَجِرُ إِيغِيلُ*ويَرتجُّ تُوبْقالْ* ..
حَدِّثْني أيّها الوَجعُ
عنْ شجرةٍ
لمْ تَبخَلْ بِثِمارِها
رَغمَ بُخْلِ الغَيْمِ
هلْ مِنْ قَلبِ الصّيحةِ
سَينْهضُ نَسْلُها ؟ ..
كُلُّ شَيءٍ
في كامِلِ قِواهُ المُنهَارةِ
ذاكرةُ أجيالٍ رَحلتْ
بلِا تَذكرةٍ لِلعوْدَة ..
الذِّكرياتُ تنامُ عَاريةً
خَفيفةً مِنْ رُؤوسٍ
أَجسادُها
في ذاكرةِ الأرضْ ..
أُمٌّ تتقلّبُ في نَومِها
تَستيقظُ
على زَئيرِ الأرضِ
تَرتطِمُ بالجِدارِ
الجدارُ
اِلْتهمَ العَمودَ
وأَربعَ زَهراتٍ
الأمُّ تَشربُ مِلحَها ..
أبٌ يُسامِرُ تعَبَهُ
تَرفعُهُ
الرَّقصةُ التِّكتُونِيَّةُ
يَلتصقُ بالسَّقفِ
يَلبسُ التُّرابَ
والحِجارةُ
قَبَرَتْ ساريةَ البَيتِ
ومِصباحيْنِ ..
الأبُ يَلُوكهُ السّرابْ ..
حدِّثْني أيُّها الوجعُ
ما أخبارُ السَّبّورةِ
وأصابعَ بريئةٍ تُنظّفُ سوادَها
ما أخبارُ الكَراريسِ
هلْ ما تزالُ بَصماتُ الوَردِ تُعطّرُها؟
حَدِّثْني عنْ تِلميذٍ
يُفضّلُ الرِّياضياتِ
ويَكرهُ الفرنسيّةَ
كفّنهُ الجِيرُ
تنْعيهِ الأَرقامُ والدّفترُ ..
حَدِّثْني أيُّها الوجعُ
عن قُرىً مِن ظَهرِ الزَّمنِ
تَهاوتْ في الخرابْ
عن الذينَ نامُوا
ولمْ يَستَيْقِظُوا
عن بُكاءِ طفلٍ ضاعَ صَداهْ
عن أَيَادٍ
صَاخبةٍ تحتَ الرُّكامْ
حدّثْني
كيفَ أَرسُمُني فُرشاةً
تُعيدُ إلى اللَّوحةِ ألوانَها
والأرضُ ترفلُ في الأنقاضْ؟
يَذرفُني الدّمعُ حُزناً أَسْودَ
الحزنُ وثيقةُ الألمِ
وأنا في كرمهِ عالقة ..
حدّثْني أيها الوجعُ
كيفَ أكتبكَ ؟
الشِّعرُ ارتَدَى السّوادْ
القلمُ غارقٌ في بُؤسِهْ
الحبرُ مُصابٌ بالتّجلّطْ
وأنا في حالةِ حِدادْ .
——————————–
* إِيغِيلْ : بلدة في منطقة الحَوْز بمنطقة الأطلس بؤرة الزلزال الذي ضرب المغرب .
* تُوبْقالْ : أعلى جبل في جبال سلسة الجبال الأطلسية بالمغرب وفي إفريقيا