القصيدة التي حصلت على المركز الثاني في مسابقة الجياد في المديح النبوي
—-
عشْ لـــذةَ القُــــربِ التي في بابهِ
يـــا أيهـا المشتـاق في محــــرابهِ
عشْ عاشقًا شربَ الهوى متعطِّرا
بقــــداسةٍ سكنـــتْ على أهــــدابهِ
عشْ بينَــــهُ والليلُ في أثــــلاثـهِ
مــــذْ قــامَ لما قــامَ مـــن أعتـابهِ
كـــمْ خطــــوةٍ تدنـــو بها لتزورهُ
في روضـــةٍ ضمَّتْ دموعَ غيابهِ
فبخطـوتينِ من اقتـــرابكَ عشتَــهُ
حيـــنَ استــرحتَ بسؤلهِ وجوابهِ
متـــوســدًا تقـــواهُ تفرشُ زهـدَهُ
متـــلحفًـا تسبيحــــــةً بسحــــابهِ
منْ ســـدرةِ المعنى لقبـلةِ روحهِ
فــرسالةٍ روّتْ سطـــورَ خطابهِ
تنْســـلُّ من بينِ السطــورِ مرتلاً
في جوفِ ليلكَ ما ارتقى لرحابهِ
ماضٍ وطينُـــكَ قــــد تبللَ ماءَهُ
في سيرةٍ عرجـتْ إلى أصحابهِ
متــــوضأً بالوحي مـع تفسيرهِ
مستقبـــلًا نــــورًا بهـدي كتابهِ
تتلــــوهُ أخــــلاقُ النبــوةِ واقفًا
حينًا وتركعُ في عذيِّ رُضـابهِ
والمسكُ يسجدُ في طهارةِ ريقهِ
ويعــــودُ للتسليمِ فــــوقُ شرابهِ
فتعانــــقَ التقـــويمُ في هجــريهِ
ثـــانٍ غدا في الغارِ مع ترحابهِ
يتـــذكـــرُ الصـــدِّيقُ حزنًا مرّهُ
فيقـــولُ لا تحزن لهولِ مصابهِ
لتقامَ في أحشاءِ يثـــربَ دولــةٌ
وتفيـــضَ عــدلاً في ربى آدابهِ
وتحفُّهُ الآياتُ حيـــن نــــزولها
وحيًا يطــوف مع اتقاد صوابهِ
تسمو بهِ الساحاتُ مع فرسانِها
والنصرُ دارَ على هُدى دولابهِ
ليثٌ يـــزاحــمُ بالشجاعةِ أهلهَا
فتكسَّـــرتْ ضعفًا على أنيــابهِ
نـــورٌ تـوهَّج قد أضاءَ كواكبًا
ببــــزوغــهِ ورواحــهِ وإيـابهِ
صلّوا عليهِ وآلهِ ما استؤمنتْ
ريـــحُ النبــوةِ في خيوطِ ثيابهِ