اَلسَّمَاء لَا تَنْطَبِقُ عَلَى اَلْأَرْضِ
وَالْمَوْتَى قَدْ شَبِعُوا كَثِيرًا
مِنْ اَلتُّرَابِ اَلْعَالِقِ بِقُلُوبِهِمْ
حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى حَجَرٍ أَصَمَّ
كُلُّ اَلنُّذُورِ مَرْمِيَّةً أَمَامَ أَبْوَابِكِ اَلصَّدِئَةِ
وَقْفَهَا طُولَ اَلِانْتِظَارِ
كَمَّ جُرْحًا يَئِنُّ فِيكِ يَا مَدِينَةُ
اَلْبَرَابِرَةِ قَادِمُونَ
سَوْفَ يُهِيلُونَ اَلتُّرَابُ
عَلَى آخِرٍ مَا تَبَقَّى مِنْ دُمُوعٍ
عَلَى آخِرٍ زَيْتُونَةٍ شَامِخَةٍ بِوَجْهِ اَلظُّلْمِ
لَمْ تَكُنْ حَيَاتُكِ سِوَى نَجْمَةٍ خَافِتَةٍ
سِوَى عِطْرٍ سَرِيعٍ اَلزَّوَالِ
اِحْتَلَّتْ مَكَانَه رَائِحَةِ اَلْمَوْتِ
وَلَا مَطَر يَهْطِلُ مِنْ اَلسَّمَاءِ
فَقَطْ اَلْغُيُومَ سَوْدَاءُ سَوْدَاءُ
وَفِيٍّ حضَنَهَا آلَافُ اَلْقَنَابِلِ
تَقْذِفُهَا عَلَى صُدُورِ اَلْأَطْفَالِ
عَلَى خَوْفِهِمْ وَهُمْ يَرْكُضُونَ بَعِيدًا
مَعَ اَلدُّمَى وَالْقِطَطِ وَالْكِلَابِ اَلصَّغِيرَةِ
آهٍ مِنْ اَلْخَرِيفِ
فِي كُلِّ مَكَانٍ يَطْمِرُ بِلَا رَفْشِ
أَجْمَلِ أَزْهَارِكِ
كُمَّ سَتَحْفِرِينَ مِنْ اَلْقُبُورِ
لِهَذِهِ اَلضِّحْكَاتِ اَلْبَرِيئَةِ
لِأَجْسَادِ اَلْأُمَّهَاتِ
مِظَلَّاتِ حُزْنٍ لَا يَنْتَهِي
مِظَلَّاتِ رَحْمَةً لَا يُحِيطُهَا اَلنِّسْيَانُ
كَمْ تَمُوتِينَ يَا مَدِينَةٌ
فَوْقَ نُذُورِكَ سَوْفَ تَظَلُّ هَذِهِ اَلْحَيَاةِ
وَاقِفَةً أَيْضًا عَلَى كُلِّ اَلْجُرُوحِ
مَزَارِعَهَا عُرْضَةٌ لِلِاخْضِرَارِ
وَلَكِنَّ اَلْمَوْتَ قَاتِل.
مَوْت تُرِيدُهُ إِسْرَائِيلُ
حَي فِي كُلِّ مَكَانِ
حَتَّى بَعْدِ أَنْ يَنُوحَ وَيَنْدُبُ اَلْبَكَّائِينَ
عَلَى طُرُقَاتِكِ اَلْآفِلَةِ
عَلَى أَطْفَالِكِ اَلْمَوْتَى
عَلَى نُزُوحُك اَلْكَبِيرَ .