أخفى اللئامُ وجوهَ الحقِّ في عَفْرٍ
و غابَ عنْ رشدِ فكرٍ عاثرٍ صدقُ
و الحقُّ جافى خفايا غفلة الأرطى
و الظلم عاثَ على ما زكَّه الخلْقُ
و الجورُ زجَّ ضمير العقلِ مهتاجاً
في حجرةٍ شابها التعتيمُ و الخرْقُ
و البغضُ خلَّى جموحَ الفِكْرِ في فوضى
كما الدثارُ الموشَّى صابهُ الحرقُ
و النفسُ حابتْ نوايا مرتجى وعدٍ
و الليل سجَّى على ما بثَّه الشوقُ
و عبرَ هتْفِ شفاهٍ رابها كَرْبٌ
هلَّتْ مُروجُ الصَّدى يغْتالها الوَدْقُ
تعالتِ الريحُ و الأصواتُ في غمٍّ
سطا على منْ حباهُ في الوغى حقُّ
و الصبرُ زكَّى النهى في دربِ منهاجٍ
و الرُّشْدُ أعْياهُ روحُ الدارِ و الخَلقُ
تسابقتْ جلودُ الروعِ في مكرٍ
كما الطريقُ المسوَّى جالهُ عفقُ
سهامُ قوسِ الردى صابتْ عرى أرضٍ
و الغولُ راحَ يجوب ما وعَتْ خُلْقُ
دُروبُ رأبِ الحِمى أضْنت سُوى جوْلٍ
و السَّفْحُ راحَ يشي ما رامتِ الوُرْقُ
و النبعُ هامَ يعيدُ الغرسَ في حقلٍ
يضفي الحقائقَ روحاً رابها العَلْقُ
جموعُ أهلِ النوى حابتْ حِجا هَجرٍ
و الغصنُ ماسَ يعي ما سوّلَ الرزقُ
و الرعبُ دارَ على تغريبةٍ تاهتْ
على جبين الورى إذْ راقها الهرْقُ
و العدلُ راحَ يُواسي مُلْتَقى خيرٍ
فاغتالهُ في عرى بئرِ الوغى الأفْقُ
فراحَ النُّهى يقتفي الخفَّاقَ في بوحٍ
فَهَزَّ شَملَ الصُّوى فيما يعي الرَّوْقُ
و العزمُ راحَ يَجِلُّ النفسَ في العُلا
يُضْفي الشمائلَ عِطْراً شبَّهُ الدَّفْقُ
و الوردُ عضَّ على الأحلامِ في روضٍ
يحنو عليهِ الندى إنْ راقهُ الذَّوقُ
و واردُ العشقُ لا يدعو إلى بغضٍ
و لا تضيعُ الخُطى إنْ حثَّها الشَّوقُ
إذا الكرامُ سعوا في نُصْرةِ المرضى
لاقى الضَّعيفُ شُعوراً وافهُ العِتْقُ
فمنْ توانى و أرضى البطنَ في صحنٍ
فقدْ أضاعَ القِرى فيما تَهي الحُمقُ
و من تعافى و وَشّى العَيْنَ في جودٍ
فقد أزاحَ القذى فيما يصي النطقُ
و من أجادَ الهُدى في دوحةِ المَرمى
فقد أشادَ النُّهى فيما يمي الخَلْقُ
و العقلُ مِنْ بَغْتةِ الآمالِ في مَرْجٍ
كما حقولُ النُّهى قدْ دَوَّها الفسقُ
و الكونُ منْ عَثْرَةِ الانسانِ محتجُّ
يطغى عليْهِ الدُّجى المُخْتالُ و الحَبْقُ