دفاترُ مُتَّهَمةٌ بالبَياض / شعر :محمّد مرعي (لبنان )

دفاترُهُ التي امتلأتْ حَماما

مضتْ من غيرِ أنْ تلقى اهتِماما

مضتْ مثلَ الغريقِ .. بلا عناقٍ

يقلِّدُ جيدَها الأسمى وِساما

ولمْ يمسَسْ خباياها جناحٌ

يطيرُ بها ويقترفُ الغراما

ولم يقرأ معانيها صباحٌ

-وإن يقرأْ يُترجِمْها إماما-

دفاترُهُ يُجَلِّدُها غُبارٌ

على رفٍّ قديمٍ كم تنامى!

تَكَدَّسَ فوقَهُ كُتبٌ كثارٌ

عسى أن تفقدَ المعنى تماما!

وقد أمرَ الظَّلامُ بأنُ تُوارى

بهذا السِّجنِ عمرًا مُستَداما

فذا سجنُ الحضارةِ بامتيازٍ

وذي مدنٌ بها التِّمثالُ قاما

هنا منفًى تجوعُ بهِ المرايا

لوجهٍ خارجَ المنفى لِزاما!

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!