يا صـاحِ الحَــرفُ يُـراوِدُنـي
بـهـواجـسِـهِ عـن فــــبـرايـرْ
يـبــدو قَـلِــقــاً، وكـعــادتِــهِ
يَرسُمُ بالضَّوءِ خُطَى الـثَّـائرْ
ويزيـحُ الـظُّـلـمَـةَ عن فَـجـرٍ
واراهُ الـلـيــلُ عـن الـنَّـاظِــرْ
فـــــبرايـرُ تُــروَى قِــصَّـتُــهُ
عِــــبَـراً ومَـنَـــاراً لـلـسَّــائـرْ
تـاهـتْ في الـبَحـرِ سـفينتُهُ
والخَرقُ غدا الجُـرحَ الـغـائرْ
في بـطنِ الحُوتِ ثَوَى نُوحٌ
والــريـحُ الـنَّـاهِـي والآمـــرْ
وشــبـاطُ ومــايـو كـأيـلـولٍ
يَـسـتَـنـجِـدُ لـكـنْ كـيَـنــايـرْ
صُلِبُـوا في الـفُـلـكِ بلا ذَنبٍ
والـسِّـلْـمُ بـقــابِـيــلٍ عـــاثـرْ
لا الـخِـضرُ تَـجَـلَّتْ حِكمَـتُـهُ
أو موسَى الشَّرعِ بِهِا ظـافِـرْ
ولِـبـاسُ الـتُّـقـيـا فـوقَـهـمـا
مـا عـــادَ لـزيـفِـهـمـا ســاتِـرْ
نـحـوَ الـمـجهولِ بـها ابتَعَدَا
والماضي باتَ هو الحـاضـرْ
وأرَى “ذا النُّونِ” غداً يَـنجُـو
ويُـسَـرُّ بـعــودتِـهِ الـخــاطـرْ
ويـقــودُ سَـفِـيـنَـتَـهُ رُشــداً
ويـعـودُ بِـهِ الوطنُ الـعـامـرْ
يا شـعـبُ الـثـورةُ طـوفـانٌ
تَـجـتَـثُّ الـفـاسدَ والـجـائـرْ
فــــبـرايـرُ مَـــغـــدُورٌ، ولَــهُ
يَـقـتَـصُّ الـفَجـرُ مِن الغـادِرْ
لا وقــتَ الآنَ لِـسَـفـسَــطَـةٍ
فـالـلَّـحـظَـةُ كالحلمِ الـعـابرْ
هـاتِ الألـواحَ وكُـنْ سَــنَـداً
لِـنَـسُـدَّ بها الـخـرقَ الـفـاغـرْ
إنْ لمْ نَـحـمِ الـفُـلـكَ جميعاً
فـسيـغرقـنا الـمَـوجُ الـهـادرْ