قُمْ يَا يُرَاعِيْ وَسَجِّلْ سِحْرَ أشْعَارِيْ
وَامْدَحْ بِوَرْدِ الْقَوَافِيْ خَيرَ مُخْتـارِ
أنْشِدْ ل(طَهَ) بِذِكْرَى يَوْمِ هِـجْـرَتِـهِ
غــنّ الْـقَـصِـيْـدَ عَـلَى أنْـغـامِ أوْتـارِ
إذْ شـدَّ رَحْـلاً لِأمْـرِ الـلّـهِ مُـمْـتَـثِـلاً
يَـرْعَـى مَـسِـيْـرَتَـهُ تَـدْبِـيْـرُ أقْــدَارِ
عَانَى الْمَشَقَّةَ عِنْدَ السَّيْرِ فِيْ عُـرُجٍ
والْكُفْـرُ يـتْـبَـعُـهُ فِيْ طُـوْلِ أسفـارِ
قَـدْ سَـارَ فِيْ ثِـقَــةٍ وَاللـهُ حَـارِسُـهُ
حتى توارى عن الأنْظَارِ في الـغـارِ
وثـانِيَ اثْنَيْنِ فَـالصِّدِّيـقُ صَـاحِـبُـهُ
بِالنَّفْسِ والْمَالِ ضَحَّى دُوْنَ إقْـتَـارِ
رفـيقُ أحمـدَ في حـلٍّ وفي سـفَـرٍ
في الخلقِ بُورِكَ مِنْ خلٍّ وَمِنْ جَارِ
إلَى المَدِيْنَـةِ رَكْبُ الـنُّـوْرِ وِجْـهَـتُـهُ
كَفَـرْقَـدٍ في الـدُّجى أضْواء أقْـمَـارِ
تَـوضّأتْ طَـيـبـةٌ بـالـطّـهْـرِ نَـاظِـرةً
قُـدومَ أحـمـدَ فـي أثْــوابِ أنــوارِ
كَـأنَّـهَـا مِنْ لَـهَـيْـبٍ الشَّوقِ وَاقِـفَـةٌ
لِـلإنْـتِـظـارِ عـلـى جَـمـرٍ مِـنَ الـنَّـارِ
حتَّى بَدَى البدرُ نورًا منْ ثـنـيّـتِـهـا
فالحسنُ مُكْتَمِلٌ فَيْ أفْـقِـهَـا سَـارِي
رَوضُ الْمَدِيْنَةِ عِنْدَ الوَصْلِ مُبتَسِمٌ
وَلـلـنَّــدَى قَـبَّـلـتْ أفْــــواهُ أزْهـــارِ
غَـنّى لـرُؤْيَـتِـهِ الأَنْـصَـارُ فِيْ جَـذَلٍ
حَتّى سَرى البِشْرُ في أرواحِ أطْهَارِ
تَرَاقَصَتْ فِي اللِّقَا الأيْكَاتُ في طَربٍ
مَـاسَتْ غُـصُونٌ عَلَى ألْـحَـانِ أطْـيَـارِ
يَـا خَـيْرَ هَـادٍ لِـخَلْـقِ اللّـهِ مُـنْـقِـذهِـمْ
مَـرحَى بِـرَكـبِـكَ في أكْـنَـافِ أنْـصَـارِ
إنْ كانَ أهـلُكَ قَد عـادوكَ في صَلـفٍ
أنْـعِــمْ بِـطـيـبـةَ مـنْ أهــلٍ ومـنْ دارِ
قَدْ أبْـطَـلَ الحقُّ مَـكْـرَ البغيَ أَزْهَـقـهُ
وخابَ ما كانَ يـرجُـو حِـلـفُ فـجَّـارِ
عِـنَـايَـةُ اللَّـهِ مَـنْ نجَّتكَ مِِـنْ يَـدِهِـمْ
لا خَـيْـط عـنْـكَـبَـةٍ أو ظُـلْـمَـة الـغـارِ
صَلَّى عَـليكَ إلـهُ الـخلـقِ مَـا نَـطَـقَتْ
بِـالْـخَـيـرِ ألـسِـنَـةٌ فـي فِــيْــهِ أبْـــرارِ