تكشّفَ مايُخفى فزادَ تطاوله
وفي الكون إدغامٌ ولبٌ يحاوله
وفي الفلك إحقاق التجاذب قائمٌ
دساتيره حقٌ ونجمٌ يزاوله
تصاميمه جلّت وعزّت وأُحكمت
لتشهدَ بالإعجاز عنه دلائلُه
وماقدروا الرحمان حقَّ اقتداره
ستطويهم طيّ السجل أناملُه
وما نورنا إلا شآبيب رحمة
أراحت بها الأذهان بينا نعاقلُه
أسالت على صلصال نسلٍ مكرّمٍ
لينبتَ أفكارا ويخضرَّ حاملُه
سقت لهفة التسآل بعد تعطشٍ
وماالشوق إلا أنْ تظلّ تسائلُه
دنانٌ على خمرٍ عتيقٍ تحفّظت
وماادّخرت إلا ليهنأ سائلُه
وكونٍ لنا بحرٌ ونحن اضطرابه
ونمضي إلى حيث الخلودُ سواحله
توسعه أعيا الفحولَ أولي النهى
كأنَّ إلى المجهول شُدّت رواحله!
عن الدافع المخفيّ جئنا نسائله
فلولا اتساعاتٌ لضاقت معاقله
عن الثابت الكونيّ لولاه لم نكن
فكيف نظام الحقّ حُقّت حبائله؟
جميلٌ بأنْ تأتي إليك رسائلُه
وأجمل أن تبقى شغوفا تراسله
وماالعمر إلا أنْ تراه بمهجة
تقرّ به ربّا بحبٍ تبادله
لها وجهها الروحيّ وجهٌ مشفّرٌ
كإيماضة الصوفيّ حينَ يواصله
أيبلغه الدرويشُ ذات تلهّفٍ؟
أم الهاتف القلبيّ وحيٌ وناقله؟!
أ إحساسك الغيبيّ محضُ تخيّلٍ؟
أم الشابك الروحيّ ماأنت شاغله!
ودهليزك النوريّ للغير مؤصدٌ
ومن قوة الإيمان عزمك واصله!!
دلائله تعني كثيرا لمهجتي
فلي غصن زيتونٍ وقلبٌ يشاغله
بمشكاته نور السلام إذا بدا
تُعمّرُ أعماق الحياة مشاعله
تحرّكنا الكونيّ مادام فاعلا
يُبشّرُ بالفوضى وموت يقابله
وماحسّنا الوقتي إلا لأنه
انتقالٌ إلى فوضى ونحن نزاوله
لكلّ احتمالات الوجود عوالمٌ
وعالمك الحاليّ ماأنت فاعله
فدعْك من الفيزياء والفلك والرؤى
فتجريدك العقليّ أعيت مسائله
وسلِّ فضول الذهن عنه بركعة
لعلك في كنهٍ محبٍ تواصله
***********************
عبادة الله بالعلم فالدين دون العلم أعمى …رسائلي إلى الله ….
الفوضى : مبدأ الأنتروبي