مِنْ أوّلِ الدُّنيا
وقلبُكِ بَيْدَرُ
وأنا على أدْراجِهِ
أتَعَثَّرُ
قالوا كَبُرْتَ
فقُلتُ أكبرُ نِعْمَةٍ
أنّي بِحضنِكِ يا حبيبةُ
أًصْغُرُ
لا شيءَ أجملُ مِنْ يديكِ
تَقودُني
وتُعيدُني الطِّفلَ الذي
لا يَكبُرُ
وأنا الذي ما فارقَتْكِ
عُيونُهُ
مُنذُ إبتدا يَرِدُ المِياهَ
ويُبحِرُ
عمّانُ
يا رئةً تُعيدُ هوائَنا
بِكراً
وتُرجِعُ عُمرَنا
يَتمَختَرُ
في زَحْمةِ السّوقِ العتيقِ
طُفولَةٌ
تبكي الّذينَ معَ الغيابِ
تغيَّروا
إنْ شابَ “رأسُ العينِ”
بعدَ جَفافِهِ
سَيظلُّ مِنْ ماءِ المحبّةِ
يقْطُرُ
أو جَفَّ سَيْلُكِ
مِنْ جَفاءِ أحِبّةٍ
سَتَسيلُ مِنْ خدّيكِ
دوماً أنهُرُ
يَكْفيكِ حُسْناً
أنَّ ليلَكِ عامِرٌ
بالعاشِقينَ
وأنَّ سُوقَكِ “سُكَّرُ”
رغمَ السّنينِ المُتعِباتِ
وهَمِّها
عادَ الّذينَ عن اللقاءِ
تَأخّروا
نحنُ الّذينَ نَسَجْتِهِمْ
أُنشودةً
وزَرَعْتِهِمْ بينَ البيوتِ
فأثْمروا
لِقِبابِ “سَقفِ السّيلِ”
في صَفَحاتِنا
لُغةٌ تقُولُكِ للنّدى
وتُفسِّرُ
ولِلَمّةِ المَقهى
الذي كُرسيُّهُ الْ
خَشَبيُّ يَهْدِمُ حُلْمَنا
ويُعمِّرُ
صوتُ الدّكاكينِ البَعيدِ
يَجيئُنا
مِنْ ألفِ لَيْلٍ غائِرٍ
ويُذكِّرُ
وبِشارِعِ المِصدارِ
مِنْ خُطُواتِنا
نبَتَتْ حَكَايا
واستفاقتْ أسْطُرُ
عمّانُ
ما زالَ المَكانُ يجُوبُنا
نحنُ الّذينَ بِساعِديكِ
تدثّروا
فَتَقبّلي عُذرَ القلوبِ
ومِثلُنا
يَرجُو السّماحَ
ومِثلُ قلبِكِ يَعذُرُ