“رِفْقًا بِنَا أَيَّتُهَا الحَيَاةُ”
رِفقًا بنفسي، فقلبي ضاقَ وانكسَرَا
والقهرُ جرَّعَني صبرًا لم يَنفَدْ أو انقَطَعَا
كم خِلتُ وجعي سيرحلُ عن خُطايَ غَدًا
لكنَّه في ضُلوعي ضاقَ واتسعَا
والألمُ يُنهشُ في الأرواحِ منتشيًا
والماضي يزرعُ في عينيَّ دمَعَا
يا أيتها الحياةُ، كُفِّي عن العَنا
فالنفسُ تَعبتْ من ظلمٍ ما انقَطَعَا
أعطيتُ وجاملتُ وكرمتُ من
لم يحملوا يومًا معنى التقديرَا
صبرتُ حتى غدا صبري يُكابِدُني
وجُرحُ قلبي على الأيامِ ما انقَطَعَا
أما آنَ أن يأتِيَ الحُبُّ الذي صدَقَا؟
لا زيفَ، لا بُعدَ، لا قلبًا قد انخدعَا
ياسمين عبد السلام هرموش
…………………………………
رِفْقًا بِنَا أَيَّتُهَا الحَيَاةُ
رِفقًا بنا، أيتها الحياةُ، فإنَّنا
فينا احتدامُ الريحِ، والعزمُ ارتقى
مُذ كنَّا نَرسمُ في الدُّجى أحلامَنا
والأفقُ يُصغي.. واليقينُ قد انطفى
كم ظلَّ نبضُ الصدرِ يسري صامتًا
كالجمرِ، يُخفي في الدُّجى جرحَ الشُّهى
نُؤتى لتُؤخَذَ، ثُمَّ يُمحى نُطقُنا
كي نعرفَ الحقَّ الذي ما انقشعَا
تُسقِطْ علينا السهدَ مثلَ مَواسمٍ
لا ترتجي خُضْرَ الربيعِ، ولا الصَّدى
كي نستبينَ النورَ في أعتابِنا
حينَ يَهيمُ الصبحُ في جفنِ العمى
تَبني من الشَّوكِ المدى، وتُذيقُنا
مِلْحَ النجاةِ، إذا تهاوى المُرتجى
ما عادَ يُهدى المجدُ دونَ مشقَّةٍ
في كلِّ خُطوةِ عزَّةٍ، شبحُ الرَّدى
مَن خذَّبَ الآلامَ صارَ نُبوءةً
وخطاهُ مِن وجعِ التحدِّي قد غفا
في كلِّ خيباتِ المسيرِ رسالةٌ
تُروى بنبضِ الصابرينَ إذا اكتفى
لا تحزننَّ، فإنَّ موتَ بكائنا
بابٌ إلى فجرٍ يُغافلُ مَن جفا
والعمرُ دوّارٌ، إذا لاحتْ لَنا
ظلَّ الضياعِ، صفا الرجاءُ لمن وعى
فامشِ الهوينى.. كلُّ دمعٍ قَافلٌ
نحوَ انجلاءٍ، لو تعثَّر أو نأى
د. زبيدة الفول