صَـحِـبتُ فــي الـغُرُبات الـشِّعرَ مـنفرداً
أوْدعــتــهُ زهــــرَ أيــامــي الـجـمـيلاتِ
فـــيــه بــقــايـايَ أطـــيــافٌ مــحـاربـةٌ
قــبــحَ الــحـيـاةِ وأربــــابَ الـزّعـامـاتِ
الــلــيـلُ أوراقُ أنــفــاسـي وأوردتـــــي
والـرَّمـلُ نـبـضُ انـطـفائي واشـتعالاتي
والـسُّحْبُ صـخرةُ أعـماقي .. وأغنيتي
أمـطـارُ نـارٍ .. وسـيفُ الـبحرِ رقـصاتي
*
*
رأيــتُ فــي الـشَّنْفرى بِـيداً فـهِمتُ بـها
قـالـوا: تـصَـعْلكتَ ! بـل هـذي نـبوءاتي
ولامني الناس: هل تصحو؟ فقلتُ لهم:
اَلـصَّحْوُ مـوتٌ ومـوتُ الـصّحوِ غاياتي
أيـقـنتُ أنَّ ضــلالَ الـشِّـعرِ فـي سَـفري
أهْـدى مِـنَ الـعيش فـي ظـلِّ الخياناتِ
وَلْـتَسْألَنْ عـن بـني قَـحطان كـيف هُـمُ
ومـــا لِأَوْســـانَ مِــن تـلـك الـفـتوحاتِ
مـــا كــنـتُ عــابـدَ أوثـــانٍ ولا خُـلِـقتْ
مِـن قـبلُ روحـي عـلى أرض الـعَمالاتِ
ولا رَعَـــيْــتُ بَــعــيـراً غـــيــر قــافــلـةٍ
مـــن الـنـجـومِ ولا طــأطـأتُ هـامـاتي
وَمــا وَنَـيْـتُ وجـوعـي حـبـلُ مـشـنقةٍ
لـلـغـاصـبـينَ وَكَــفِّــي بُــــرجُ غــــاراتِ