ستقولين كان الأفضل
كانت قسماته كساحة المقبرة
مبعثرة.
وعيونه وئيدة ..
لا فيها
شأن
ولا فيها طرب..
……..
ستقولين كان الأفضل
لكنه فات ،
لكنه غادر الى
باب
هناك..
ليبحث عن
عنوانه
بين المنعرجات
و أفخاخ
الاودية..
ليرتدي أسمالا اخرى،
لينحت حياة جديدة
صوب مركبه
و ربه.
…………….
ستقولين كان الأفضل
كان إذا مد مرفقه
يشب الاقحوان الغادر في
صوتي
وصوته.
واذا حدث
تسير أنهار
وتسيل بلابل..
واذا أشار الى ما بي
تعمر الدار
بالنوارس
وانوار المساجد..
…………
ستقولين كان الأفضل
وإن سخر من كأسي
وتنورتي المجنونة
ولون فرشاتي ..
و إن داعبت علكة السلوى
وحدي،
وسمعت لهوسي
طول ليل،
وفي عينيه
دمعتي
وعلى خده
كتابي
الذي كان.
…….
ستقولين كان الأفضل
والمشيعون أمامه وخلفه
يتهافتون
سوف يقولون :
كان في حزنه أميرا،
كان في صمته كونا،
كان يصافح الحيطان بحدة،
كان يشير الى سين الفجر
وان لم تزهر الصلاة
أبدا..
…………..
ستقولين كان الأفضل
يغرس ما يشاء..
يقول ما يراه..
يلبس السماء لما يطرب
و يهمس برأسه
لرأسه..
……….
ستقولين كان الأفضل
كان يدمج حروفا
في حروف..
يتنهد في أبهى حلة.
يأخذه الأرق بعيدا
تستبد به حركات زرقاء جليلة..
كان يهوى السرد
فتخونه الديباجة،
كان يحلم
فيخسر بقدر حلمه..
كان سيدا استثنائيا
يتوكأ
على مخه
وحدسه فقط..
…………….
ستقولين كان الافضل
كان فيلسوفا
يصعد
ويتعرى،
يهاجر ..
فلا يصل الى نغماته..
ستقولين كان الأفضل..
كان يتسلح بناي أعرج،
يحرك أنامله المرتعشة
في اتجاه:
شرق
وغرب،
يميل بجمجمته الثقيلة
الى طفولته،
يسهب في الأسرار
كما صومعه،
يخترق دربا وعرا
بقنديل
ضئيل.
…………….
ستقولين كان الأفضل
كان يتهجى العالم بعمق
لكنه لم يجد جهته
ولا سبيله.
كان يدندن بصوت أجش،
يستهلك سيجارته
كراع حقير،
يرسم على طاولة الشطرنج
حروبا
وحظوظا
و سوقا تكتظ بالغرباء
وغربته..
كان يقرأ دفتره ..
وينصرف
إلى حيث ينصرف
كل مسافر ..
