أنـا لِـلـكَــرَامَـةِ مَــوئِــلٌ وسَــمَـاءُ
وحُـرُوفُ خَــطٍّ مُـسـنَـدٍ وضِـيَـاءُ
أنـا قَـلبُ أرضٍ بِاسمِها وبِمَجدِها
يَـزهُو سُـهَيلُ وتَـحتَفِي الـجَوزَاءُ
تَـعِـزٌ أنـا، وأنـا الـسَّعِيـدَةُ والإبـا..
مِن رَحمِ أرضِي يُـولَدُ العُـظَـمَـاءُ
أنا شَـمسُها ونُجُـومُـها وبِحَـارُها
وفُـنُـونُـهـا والـشِّـعـرُ والـشُّـعَـرَاءُ
أنا نَـهـرُها الـجـاري بِـحُـبٍّ خـالدٍ
وسَــحَــابُـهـا الــمِــدرَارُ والإروَاءُ
مَن قـالَ أنِّـي بالمِيَـاهِ شحيحةٌ؟
ما الـبَـحـرُ والـوِديَـانُ إلا الـمَــاءُ
ما كُـنـتُ يَـوماً بالـدِّمَـاءِ بَـخِيلَـةً
أيَـمُوتُ أهـلي والـقُلُوبُ ظِـمَاءُ؟!
ماذا جَرَى أينَ الحُكُومَةُ والوَفَا..
والــمـالُ والـعـلماءُ والـحـكماءُ؟!
بـلْ أيـنَ أحـزابُ الـبِلادِ؟ وكُـلُّكُمْ
في حُكـمِـهـا وبِـنَــائِـهـا شُــرَكَـاءُ
مَن غَـيرُكُمْ يُرجَى لِحَلِّ قَضِيَّتي
وبِمَن سِوَاكُـمْ يُـنـصَرُ الضُّعَـفَاءُ؟
الـمَـاءُ شِـريَانُ الـحَـيَـاةِ، وأمـنُـها
والـقَـمـحُ، والـتَّـعـلِيمُ، والإنــمَـاءُ
طَـالَ الـعَـنَـاءُ، وكُـلُّ حَـلٍّ مُمكِـنٌ
مادامَ لِي في المُخلِـصِـينَ رَجَـاءُ
أبـنَـاءُ هـذي الأرضِ إلَّـمْ يَـحمِلُوا
مَـشـرُوعَـهُمْ حَكَـمَتهُمُ الـغَـوغَـاءُ
إلَّـمْ نَـكُنْ نَحنُ الـحُلُولُ فـعَيشُنَـا
ومَمَـاتُـنَـا في الـحَـالَـتَـينِ سَـوَاءُ
لا عُـذرَ بَـعدَ الـيَومِ يُسقِطُ واجِباً
والـدَّمـعُ مَــاءٌ، والـبُـطُونُ خَــوَاءُ
الــيَـومَ تَـمـتَـحِنُ الأمـانـةُ أهـلَـها
وتُـجِـيـبُـها الأفـعـالُ كيفَ تَـشَـاءُ
سَـيُـقَـيِّـمُ الـتَّـارِيـخُ إنـجَـازَاتِـكُمْ
وسَـيَـسقُـطُ الـعُـمَـلاءُ والـجُـبَنَاءُ
فَلـتَعـمَـلُوا مِن أجـلِ عِـزِّ بِـلادِكُمْ
ولـتَـحفَـظُـوا ما خَـطَّـهُ الـشُّهَدَاءُ
حَـتماً سَـتُثمِرُ كالنَّخِيلِ جُهُودُكُمْ
نَـصـراً؛ ويَـجـنِي خَـيرَها الأبـنَـاءُ