سميح وعبقرية الفجر/بقلم:محمد مسعد

كيف استطعتِ تنطِّقينَ
أماكناً صماءَ في أفيائها وتكلمينْ..
كيفَ استطعتِ تسلِّبينَ
الفجرَ رونقَهُ المخبَّأ
في سديمٍ من ذهبْ..
وتلبِّسين السدرة الخضراء
حلتها العجبْ..
كيفَ استطعتِ تلملمينْ..
وتمزجينَ الضوءَ والألوانَ
في غضبِ اللهبْ..
وتلونينَ بهِ المكانَ وتنقشينْ.
بريشةٍ من حلمكِ الأزليِّ
إذ لا حدَّ للأحلامِ
صارتْ كالشهبْ..
لا اليأسُ يثنيكِ
ولا عددُ السنينْ..
ما دامَ قلبُكِ خافقاً أبداً
وما عرفَ التعبٔ..
ما دمتِ دوماً تطمحينْ..
تنطِّقين النخلٓ حولكِ
والخشبْ..
ويشدُّكِ العصفورُ نحوَهُ
حينَ يعزفُ في نسيمِ الفجرِ
أنغامَ الحنينِْ..
وأنتِ دائمةُ الحنينْ..
إلى هنالك
حيثُ يبتدئ الخببْ..
حيثُ البعير الزنجبيلي الهوى
والناقةُ الوجناءُ
والزمنُ المعتقُ في قربْ..
كيفَ استطعتِ تعطِّفين قوى
الزمانِ وتسحبينَ بقلبكِ
الماضي المدثرِ تحتَ
أعطافِ السنينْ..
وجعلتِ تاريخَ الخوالي واقعاً
بل كانَ أشبهَ باليقينْ..
هذا زمانكِ يبتدي بصياغةِ التاريخِ
في كتبِ الأدبْ..
أنتِ الأميرةُ في العلا
وإليكِ يرتفعُ الجبينْ..
وتنحني هام السحبْ..
وأنا هنالكَ
خلفَ أسوارِ الحكايةِ أرتقبْ..
وأراكِ من خلفِ الحجبْ..
تتبسمينْ..
كاللؤلؤِ المكنونِ من عمقِ
المحارِ تلألئين..
وأراكِ فيما قدْ صنعتِ من الجمالِ تشاهدين..
وأراكِ من خلفِ الحجبْ..
وأقول لي:
جلستْ هناكَ أميرةُ الزمنِِ الحزينْ..
كالشمسِ من خلفِ السحبْ..
وأنا أراها وهي لا مرئيةٌ
لكنني الرائي الفطينْ..
جلستْ هنالكَ خلفَ طاولةِ الخشبْ..
وأمامها كوبً يحنُّ لوصلِها
يا أجملَ الملكاتِ في الزمنِ المهينْ..
أبهاكِ يا شمسَ العربْ.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!