سوريا/بقلم :شكري الحسني

إذا زلزلتْ أو إذا لم تُزلزَلْ
ففي الحالتين : تموت وتُقتلْ

سماؤك يا سوريا راجماتٌ
وأرضُكِ تهتزُّ من كل مفصلْ

لك الله .. كيف تفوحين عطرا
وتحتك خسفٌ وفوقك مقتل !

وتمشين مشيَ عروسٍ ..بشعبٍ
يسير إلى الموت كالماء أعزلْ

لأنك أنقى من الماء مرَّ الـ
ـظلامُ جوارَكِ ثمّ تغسّلْ

وحين استطاب نقاءَكِ علّقَ
بين ظفائرك السودِ معوَلْ

وراح ينقب عن مدمعٍ
طالما صار منه مَدى الوقت يثمل

لأنكِ قلتِ : على الكره ألا
يسمَّى جمالا ولا الحقد أجمل

أتوك وهم يسحبون الحديد؛
بأوجه ليلٍ وأخلاق منجل

لهم منك : طفلٌ يموت .. وأمٌّ
لتهرب من حزنها المر ؛ تحبل

وكفٌّ تنادي : أبي .. أنقذوني
ويا لأبٍ للردى كان أعجل !

وقد شُرِّدوا لم تصنْهم بلادٌ
ولا الموت كفَّ ولا حزنهم ملّ

ويا أرضَهم أنتِ .. ماذا دهاك
غدوت من الغزو أنكى وأقتل؟!

أقصّرَ في حقهم موتُهمْ
فقمتِ بإكمال ما كان مُكْمل ؟!

أم انك غرتِ من الطائرات
فأصبحت قبرًا وموتًا معجَّل ؟!

لك الله يا سوريا ..! كل حزنٍ
يهون _ إذا ما حزنتِ _ وإن جلّْ

لك الله.. ما مرَّ يومٌ ثقيلٌ
بعينيك إلا مررتُ بأثقل !

تصيحين ..
نسأل ماذا دهاك؟
فمن ذا يجيبك والكل يسأل ؟

أيا ليتني حين تستفهمين
تدليت بين عيونك كالحلّ !

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!