* * * * * *
لِهذا المَساءِ المُرْبَكِ بِدَواوير الهَواءْ وجُنونِ الرّيحْ ،
لِتِلْكَ الأحلامِ النّاعِسة في غَياهِبي وحَنينٍ سَبَقْ !
لِحُبٍّ طاعِنٍ في الهروبْ ووَصْلٍ شَحيحِ النّضارَةْ :
إنّي أسمع صَهيلَ أشواقك لكنّ غُرورَكِ قَيْصَر،
أُشاطِرُ الرّيحَ هَفيفًا وذكرى ويرميني جناحُ المساء
بِباقَةٍ من شَجَنْ !
تَهْتِفُ الأرجاءْ تُطاعِنُني الأجْواءْ ويُسْدِلُ الشّوْقُ
عَلَيَّ من بَناتِهِ دِثارًا : هَزّةَ مَيْلٍ وآرْتِعادَ فَرائِصْ !
* * * * * *
أيُّها المَوْجُ السّاكِنُ فِيَّ بَلْسَمًا ضِدَّ الغَيْبَةِ والنّسيانْ
أيّتُها الوردةُ المُضَمَّخَةُ بين الرّوح وفَلَتاتِ الَبَيانْ :
مِهادُ قلبي التي آوَتْكِ تَمَعْطَفَتْكِ أَمْ خزائِنُ سُلَيْمانْ !
حُضْنٌ لَكِ من آنسيابية زمني ، ووارِفٌ من عِناقْ !
لأنّه لا يُمْكِنُني أن أُفَرِّقَ بين سُمْرَتِكِ ونَضارَةِ البرتقال
لأنّكِ من وَدائِعِ الله ، فكيف أجْرُؤُ أن أكونَ جَحودًا
أو نَذْلَ ذِئْبٍ وضيعٍ عنصُريّ !
تقول الريح للأشجار كأنّني أقولُ ما أقول لَكْ ، ويشْهَدُ
الضَّوْءُ عن قُرْبَى وعَظيمِ آئْتِلافْ بين عَيْنَيَّ وخَفْقَةٍ
من غِيابِكْ !
* * * * * *
وحين آوَتِ الشّمس إلى مَعينِ الشَّفَقْ هل كان إلّا قلبي
الذي في آنتظارِكْ ، وإلّا خيْمَة روحي : ظِلًّا لَكِ من
شِقٍّ لِشِقّْ !