شاقَ الحَمَامُ إليك لمّا ناحا
صَباً تَذكَّر إلْفَهُ فارتاحا
ليتَ الحَمامَ أتَمَّ لي إحسانه
فأعارني أيضاً إليه جَناحا
يا نازِحاً لم يَنقَطعْ ذِكْرِي له
لو أنّ ذاك يُقربُ النُزّاحا
أَتَظُنُّ أنّي صابِرٌ وجوانحي
مَمْلوءةٌ للبُعْدِ منك جِراحا
شَوقي إليك على البِعادِ
قدِ اغتدَى بَرَحاً
لوَ أنّي أستطيعُ بَراحا
قَسَماً لقد كتَم اللّسانُ هواكُمُ
لكنَّ دمعي بالسّرائر باحا
عَزَّ العزاءُ عليَّ
لمّا أنْ جَلا يومَ الرّحيلِ معَ الصّباح صَباحا
وعلى الجيادِ مُعارِضينَ فوارسٌ
فوق الكَوائبِ عارِضينَ رِماحا
لو قاتَلوا بَدَلَ الظُّبَى بلِحاظِها
كانوا إذنْ أمضى الأنامِ سِلاحا
ومُرنَّحُ الأعطافِ تَحسَبُ صُدْغَه
ليلاً وتَحسَبُ خَدَّه مِصْباحا
صَلِفٌ له سلطانُ حُسْنٍ قاهرٌ
يأبَى إذا مَلَك الفَتى إسجاحا
بِتْنا نَدِيمَيْ خَلْوةٍ في عِفّةٍ
مُتَساقِيَيْنِ ولا زجاجةَ راحا
راحاً تَعاطاها السُّقاةُ نفوسَها
منّا ولم تُمْدد إليها راحا
للهِ أحبابٌ تأوَّبَ طَيْفُهم
ليُزيحَ عن عَيني الكرَى فأزاحا
غدَروا
ففي الأسماع ما مَلَحوا
وإن سَفَروا فكانوا في العُيونِ مِلاحا