هذا الهلالُ يمدُّ حولكِ صدرَهُ
لو أنّه ضوءٌ فحضنك غرّهُ
يتذوق الشطآنَ ، يذهبُهُ المدى
الأرضيُّ يرفعُ بالتشهي قدرَهُ
طرقاتها مأوى لكلِّ مقربٍ
عينيه للأفق البهيِّ وأمرَهُ
وجبالها ستمدُّ حولك فكرةَ
البحرِ الذي في كلّ رملِ درّه
والليلُ يختزلُ الهدوء فصوته
بحرٌ يهدهد في الجهاتِ مقرّه
حاراتها ريحُ البخور تعطّرَ
الممشى وأوغل في الهواء أحرّهُ
والمنتهى بدءٌ بها إن لوحت
للقادمينَ لكي تزيل أمرّهُ
كم تعرفُ الأحبابَ إن هم دندنو
وتقول: من يعطي شتائي قدرَهُ
من آخر الأحزان جئتُ مولولاً
علّ البدائياتِ تعلمُ مرّهُ
يا صوتها المبحوح خلفك لوعةٌ
من يفهم المعنى ويفتحُ سرّهُ
من يقرأ الصلواتِ في خلواتِها
حتى تقرِّبَه وتفتح صدرهُ
يا وجهها والشمسُ تكسو سرّها
يختال مبسمها فيخلقُ سرّهُ
ويغوصُ معدنها بكلِّ مفاصلٍ
سالت لتشربَ غيمها وتمرّهُ
وبها إذا الطرقاتُ تجهل سيرها
شيءٌ سيغرقُ في وجودك عطرَهُ