شهداءُ جوعى يرحلونْ
مِنْ عالمٍ أَمْسَى حَقيرْ
أكبادُهم حَرّى وقدْ
صَارَ الغنيُّ فِيهِمْ فَقيرْ
الصمتُ أرداهمْ وكمْ
أمواتِ يا قلبي الحَسيرْ
في أُمّةٍ مخدوعةٍ
مَدفونةٌ تحت الحَصيرْ
داسَ العِدَا هاماتِها
فَغَدَتْ غُثا سَيْلٍ كَبِيرْ
لا خيرَ فيها لا ولا
فيها غِذاءٌ للصَّغِيرْ
فيها ضجيجُ اهلِ الخَنَا
وصُراخُ مظلومٍ أَسيرْ
أو دمعُ أُمٍّ تشتكي
للهِ منْ هذا المصيرْ
أطفالُها جُوعى وقدْ
مَاتُوا بخُذلانٍِ مثيرْ
اللهُ أَكبرُ كَبِّرُوا
يا مَنْ ترَوْنَ المُسْتَجِيرْ
وتجمهرُوا حتّى نَرَى
وجهَ العدالةِ يَسْتَنيرْ
والوَيْلُ كُلُّ الوَيْلِ للـ
مسؤولِ عنْ هذا السَّعِيرْ
ولِمَنْ تَنَاسَوا أنَّهُمْ
خُلَفَاءُ للهِ القَدِيرْ
في هذهِ الأرضِ التي
صَارَتْ حَظِيرَةَ للحَمِيرْ
أوْ غابةً مُكْتَظّةً
بالضَّارِياتِ على الضَّرِيرْ
يَتَفَاخَرُونَ بجُرْمِهِمْ
منْ كُلِّ شَرٍّ مُسْتَطِيرْ
أو شلةٌ مقهورةٌ
مكلومةُ القلبُ الكسيرْ
أحرارها في محنةٍ
بين المؤاجرُ والأجيرْ
يتقاتلون على البقا
جَوعى بلا حبة شَعيرْ
هَيَّا تَعَالَوْا كَبِّرُوا
يا مَنْ بكُمْ بَاقي ضَمِيرْ
علَّ الندا يَأْتِيَ بِـمَا
نَرْجُو مِنَ الرَّبِّ المُجِيرْ