صباح وظلال/ بقلم:الشاعر طارق السكري

قــــل لـلـصـبـاح إذا اســتـهـلَّ: ألا اهــتــفِ
بـالـقـلـب يــصـحـو مــــن هـــواه الـمُـتـلفِ

حَــــلِّـــقْ عـــلــيْــهِ، ولا يَــــرُعـــكَ جــنــونُــهُ
واضـــمـــمْ إلـــيـــك جــنــاحَــهُ وتــعــطَّــفِ

أعــصــابُـهُ مـن خــمــرةِ “الــقــات” الــــذي
تـــــدري، كــقــوسٍ شُــــدَّ غــيــرَ مُــشَــوِّفِ

وخـيـالـهُ أحـــوى “الـمَـسـانحِ” مـــذ بـــدتْ
قـــمـــراً عـــلــى أغــصــانـهِ لـــــم يَــشــتـفِ

يـــــدُهُ عـــلــى شـــنــبٍ تـــــدور كــمـغـزلٍ
ويــــــدٌ تـــربَّــصُ فـــــوق ركـــبــةِ مُـــدنِــفِ

يــــــأوي إلــــــى ظــــــلِّ الـــجـــدارِ كـــأنَّــهُ
مـــوســـى مــخــافــةَ راصــــــدٍ مــتــعـسِّـفٍ

اقــــــطـــــع عــــلـــيـــه طــــريـــقَـــهُ أو ردَّهُ
وإذا اضــطــررتَ إلــــى الــغـوايـةِ فـاحـلـفِ

لــو كــان يـعـقل مــا الـمـنافي مــا ارتـضـى
عـــــــــــن دارهِ داراً ولــــــــــم يـــتـــكــلَّــفِ

فــــي كــــلِّ ” شَــاجـبـةٍ ” كــظــلِّ غــمـامـةٍ
ذكـــــرى هــنــالـك صــوتُـهـا لــــم يَــنـطَـفِ

وعلى ” القَطِينِ” وفي ” الُّلصَيْبِ” وَ ” كَوَّةٍ”
وعـــلـــى مـــــداربِ ” تُــنْــقـةِ” الـمُـتَـلـهِّـفِ

وعـــلــى ” الأَرابِـــضَــةِ” الـــتــي كـــنَّــا بــهــا
قــبــل الــغــروب نــصـوغ لــحـنَ مُــرفْـرِفِ

وعــلـى الْـ”عـفـيـف” يُــطِـلُّ مِـــن عـلـيـائها
ظـــلُّ ” الـحَـوابـسِ” مِــثـلُ ســطـرِ مُــؤلِّـفِ

وعـــلــى ” الــجَــراجِـرِ” كــالـثُّـريَّـا دُورُهـــــا
أشْــفــتْ عــلــى الـدنـيـا بــطـرفٍ مُــشـرِفِ

وعــلــى ” الــمَــرادِعِ ” عــالـقـاتٌ بــالــرُّؤى
خُـــضــراً كـــواحــاتِ الــجـمـالِ الــمُـرهـفِ

لـــكـــأنَّـــهــا بـــربـــوعـــهــا وضِـــيـــاحِـــهــا
نــــســـرٌ يُـــحــلِّــق بــالــوجــود ويَــحــتـفـي

وكــمــوطــنٍ لـــلــروح أرهـــــف داخـــلــي
ســمــعــاً كــســمـع الـــعــارف الـمـتـثـقّـفِ

مُــــرْ يــــا صــبـاح عــلـى ضــفـافِ مـحـطَّـمٍ
وانـــــــزع ســــهـــامَ غـــيــاهــبٍ وتَــــألَّـــفِ

مــــا بــيــن وادٍ فـــي “الـمَـسـانحِ” مُــغـرَقٍ
اُعــبُــرْ ومــــن غــابــاتِ “مِــيــرو” فــازحـفِ

وعــلـى شــواطـئ “كـيـنـا بــالـو” لـــو تـــرى
مــــا غــــاب مَــــن لـقَّـنـتُـهُ عــــن أحــرفـي

وأنـــــــا إذا ارتــــحـــل الـــهـــوى بــرفــاقــهِ
وتــبــدَّلــوا غـــيــري فـــإنــيَ مَـــــن أَفـــــي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!