صدى العدم/بقلم:سعيد العكيشي( اليمن )

انا العابر فيَّ
أحمل الطريق ولا يحملني
أقتفي أثر الوجود
فيقتفيني ظل العدم
ألوك لكنة الكلام بفم النحو
أتسلل خلسة من نافذة مكسورة
في جدار الحياة
أجر فضيحة ثقيلة لم تطلني
أرى الأشياء بعيون الخجل
وأمشي بأقدام الارتباك

مسافر في اللااتجاه
واقف على تخوم وهم لا ينتهي
جالس على هضبة الخذلان
ألملم شظايا انكساري
معلّق على مشجب الغياب
كمعطف مهترئ على جدار
في بيت مهجور
لا أرسو على بر ولا أصل إلي هدف

أنا الندم بعينه، لا أندم على شيء،
أُؤمن بالخسارة قبل حدوثها،
أعانق الخيبة قبل وصولها،
أسقط الدموع قبل البكاء،
أنصب الخيمة قبل النزوح،
وأحذف القصيدة قبل أن يقرأها الرقيب،

أنا ساحة صبر قاحلة
لا تُروى بالأمل
تروِّض ألماً لا يُروٌض
فتنزف المآقي وجعاً
ويصرخ الحزن من فم البكاء

أنا ضرير من الفرح
كلما لمحت خيط سعادة
يتدلى من أفق المستحيل
ألقت الذاكرة على وجهي
قميص الغياب
فأرتد ضريراً

الحنين يخلع وجهي،
ويلبسني ملامح الوحدة،
فأضحك بصوتِ يئن،
أدس اسمي في جيبِ النسيان،
أتحدث معي بلغةِ الندم،

صافحت الطين…
فأنكرتني الجغرافيا
همست للغيم…
فلم تنصت السماء،

أنا لم أعد الذي كُنت
ولا وجهي الذي كان
الفراغ يسكنني،
الظلال…ترتدي اسمي،

أناديني… بفم الفراغ
يرد ظلي…
كصدى للعدم، وكأني لم أكن.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!