هيَ البِطَالَةُ فِي كُلِّ الشُّعُوبِ لَهَا
مِنَ الرَّتَابَةِ مَا تَقْضِي عَلَى الدُّوَلِ
فَلْتَفْتَحُوا لِلشَّبَابِ الغَضِّ أَرْوِقَةً
يَبْنُونَ مُسْتَقْبَلًا مَرْمُوقَ بِالحُلَلِ
مِثْلَ الزِّرَاعَةِ وَإِنْشَاءِ البِنَاءِ عَلَى
أَرْضٍ طَهُورٍ لِمَنْ مَا زَالَ فِي الوَحَلِ
أَوْ فِي المَصَانِعِ لِتَصْنِيعِ المَوَادِّ وَكَمْ
صِرْنَا بِحَاجَةِ صُنَّاعٍ بِلَا مَلَلِ
شَبَابُنَا ضَاعَ فِي أَوْطَانِهِ وَغَدَا
مَشْلُولَ لَا طَاقَةً فِيهِ لِيَكْتَمِلِ
العِلْمُ مَا عَادَ يُجْدِي آهِ يَا أَسَفِي
هَذَا الشَّبَابُ قَضَى عُمْرًا بِلَا كَلَلِ
يَجْنِي العُلُومَ وَيَقْتَاتُ الهُمُومَ بِهَا
حَتَّى جَنَاهَا وَبَاءَ الحُلْمِ بِالفَشَلِ
فِي بَيْتِهِ يَحْتَسِي قَهْرًا وَمَسْغَبَةً
مَا فَادَهُ عِلْمُهُ وَالحُلْمُ بِالأَمَلِ
يَا قُوَّةَ اللَّهِ أَغِيثِي أُمَّةً هَلَكَتْ
بِالجَهْلِ وَالجُبْنِ وَالتَّذْلِيلُ بِالعِلَلِ
ضَاعَتْ وَضَاعُوا شَبَابُ العِلْمِ حِينََ جَثَا
فِي صَدْرِهَا الحِقْدُ وَالتَّنْكِيلُ وَالزَّلَلِ
حَتَّى نَسُوا مَنْ لَهُ حَقُّ الحَيَاةِ وَمَنْ
مِنْ حَقِّهِ أَنْ يُعِيدَ المَجْدَ مُكْتَمِلِ
شَبَابُنَا إِنْ لَقِيَ عَدْلًا يُوَظِّفُهُ
فِي كُلِّ دَرْبٍ لِيَجْنِي العِلْمَ بِالعَمَلِ
صِرْنَا إِلَى المَجْدِ أَفْوَاجًا تُقَبِّلُنَا
وَرْدَ السَّلَامِ التِي تَزْهُو لِنَحْتَفِلِ