طَعْمٌ شاغِرٌ في الأَصابِعِ/ بقلم:عبدالرحمن حسن(اليمن)

المَا وراءُ أنا، وأَنتَ الآخَرُ،
واللا مَكانُ / اللا زَمانُ / الشَّاعِرُ.

واللَّحظةُ الأُولى هيَ الرَّمقُ الأَخيرُ،
فَما سَيترُكُهُ غِيابُكَ حاضِرُ.

والآهُ: إمّا أَن يَكونَ لَها يَدٌ،
أَو أَنَّها فَخٌّ؛ فَأَينَ تُغامِرُ؟

وهَلِ انْتَصَرتَ؟ أَم انْهَزَمتَ؟ وهلْ
هُناكَ سِواكَ – يا وَجَعَ القصيدةِ – خاسِرُ؟

فالآنَ: جُرحٌ شاسِعٌ، وكِنايةٌ
عنْ كُلِّ غُصْنٍ، حينَ يُقلَعُ طائِرُ.

والأَيْنَ: بُوصَلَةٌ تُشيرُ إلى فَراغٍ ما،
وطَعمٌ في الأَصابِعِ شاغِرُ.

وعَليكَ أنْ تَلقى سُداكَ كظامئٍ،
حَتّى يُصَدِّقَكَ التُّرابُ الطاهِرُ.

ها أنتَ والْجِهَةُ / الطَّريدةُ، كُلَّما
الْتَفَتَتْ إلى جِهَةٍ، تَوَثَّبَ حافِرُ.

وتَلَعْثَمَ المعنَى، تَحَسَّسَ نَبْضَهُ،
وَدَمُ المَسافَةِ في الرَّصاصَةِ نافِرُ.

والرَّكضُ في عُرْيِ المجازِ كمائِنٌ
خَضراءُ، والظِّلُّ المُسَجَّى خاطِرُ.

واللّا هُناكَ يَدٌ، يُمِدُّ سَرابَهُ
لِلّاهُنا، والزَّنبقاتُ دَوائِرُ.

وكأنَّهُ أَبَدٌ أُحاوِلُ جَرَّهُ
مِمّا يُراوِدُهُ الحَنينُ الغابِرُ.

وكأنَّهُ قَلَقٌ يُراقِبُ حَتفَهُ
مِنْ حافَةٍ سَقَطَتْ، وَحَظٌّ عاثِرُ.

فالماءُ – مِنْ عَطَشِ الرِّمالِ – كأنَّهُ
ظَمَأٌ على شَفَةِ العَراءِ مُحاصَرُ.

كَفَتًى يُرَوِّضُ في السَّماءِ شِباكَـهُ،
وسُداهُ في نارِ الضَّلالَةِ كافِرُ.

ها أنتَ والأَرضُ / العِناقُ، وها هِيَ
الزَّفراتُ – وَهْيَ مَلاجِئٌ وَمَهَاجِرُ.

ها أنتَ وَالمطرُ / النَّشيدُ تَنَبُّؤٌ،
فَالقَطرَةُ الأُولى، وأنتَ أَواصِرُ.

مِنْ أَيْنَ أَرمي للطَّريقِ تَوَجُّسًا،
فَقَدَ الصِّراطَ، وفي يَدَيَّ مَصائِرُ؟

ها أنتَ واللُّغَةُ: اقْتِراحٌ، والمَدَى
إِفْكٌ، وَحَدْسٌ في التَّكَهُّنِ حائِرُ.

وَفُكاهَةٌ ظَلَّتْ تُقَهْقِهُ في الرُّؤى،
مُذْ عَلَّمَ الأَسْماءَ… حتّى غادَروا!

لا إرْثَ لِلصَّحراءِ. حاوِلْ أَنْ تُعانِقَ
ضِفَّتينِ، فكُلُّ نَهرٍ عابِرُ.

فَالمَا وراءُ أنا، وأَنتَ مَكيدَةٌ،
واللا مَكانُ / اللا زَمانُ / الشَّاعِرُ.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!