عادُوا كِبَارًا/ بقلم:هائل الصرمي

عادُوا كِبَارًا وَمَا زَالُوا شَوَمِخَةً
مِنْ شِدَّةِ الصَّبْرِ لا مِنْ شِدَّةِ القصفِ

عادُوا كِبَارًا كَأَنَّ الصَّبْرَ أَجْنِحَةٌ
تَعْلُو بِهِمْ فَوْقَ إِعْصَارٍ مِنَ النَّسْفِ

مَا زَلْزَلَتْهُمْ لَيَالِي الجُرْحِ إِنْ عَصَفَتْ
وَلا تَمَوَّجَ فِيهِمْ هَاجِسُ الخَوْفِ

عادُوا كِبَارًا وَلَمْ يَهْتَزَّ عَارِضُهُمْ
لَمَّا دَجَىَ البَغْيُ أَلْقَوْا فِيهِ بِالحَتْفِ

لِلَّهِ دَرُّ أُبَاةٍ أَسْرَجُوا أَمَلًا
فِي أُمَّةٍ لَدَغَتْهَا عَقْرَبُ الخَسْفِ

فَاسْتَنْطَقُوا الصَّمْتَ، لَمْ تُخْمَدْ عَزَائِمُهُمْ
حَتَّى بَدَا النَّصْرُ بَيْنَ الزَّنْدِ وَالكَفِّ

وَأَشْرَقَتْ شَمْسُهُمْ بِالرُّغْمِ مِنْ مِحَنٍ
كَادَتْ تُبَدِّدُ أَرْوَاحًا مِنَ العَصْفِ

دُكَّتْ مَطَارِحُهُمْ لَكِنْ كَرَامَتُهُمْ
ظَلَّتْ تُحَلِّقُ فِي أُفْقٍ مِنَ اللُّطْفِ

فَالحَقُّ يَعْلُو إِذَا مَا ضمهُ بَحْرٌ
مِنَ الشَّجَاعَةِ لا مِنْ ذِلَّةِ الضَّعْفِ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!