هزّت جراحُ الأمــسِ أركانَ الدُّجــى فأتــى الصبــاحُ يُبـَـدِّدُ الأحزانـا
زالتْ ليالــي الخوفِ وانبلجَ الضُّحى وتَهدّمتْ أركــانُ مــنْ عــادانــا
إنّــــــا بنــورِ العدلِ نَبنـــي مَجدنــــا ونَصُــدُّ ظُلْمــاً كــان قــد أَضنانا
إنّا زَرعنــــــــا في المــدىْ أَحلامَنــا حتـّــى غَدَتْ أَزْهــارُهـــا تيجانا
يتراقصُ الأمــلُ الجميــلُ بخافقـــــي ليضيءَ فيْ ساحِ المدَى الأكوانا
هذي البشائــرُ قـــــدْ زَهَتْ وَتَـــأَلَّقَتْ تَحكـــــيْ لَنـا مَجداً أضاءَ زمانـا
وَسْطَ الرّيــــاضِ تمــايلتْ أغصانُـنـا وَتَـــلألأتْ فـــــي أَرْضِنـا أَلوانـــا
وتعــانقتْ أصـــواتُنــــا فيْ فــــرحةٍ تُهــدي البشائـــرَ للورىْ ألحانـا
مَن عـــاشَ بالإيمانِ تَســكُنُ روحَـه أنـــوارُ نَصـــرٍ تَغمُــرُ الأكـوانــا
يـــا مَن بَكــى ظُلماً ستضحَكُ عينـُـهُ ما طالَ ليــلُ الحــزنِ أو أَضنانا
نَبقــى وإن طالت خُــطوبُ زمــاننــا نــرنو إلــى فَجــرٍ يُزيــلُ دُجـانـا
قـَــد آنَ أنْ يـَـزهو زمانُـــكَ يا شَذى الأوطانِ يـــا وعداً لنـــا نــادانـا
مَنْ كــــانَ سيفُ الــحقِّ فــي أَيْمانِهِ لَــنْ يَستكينَ ولَـن يخافَ هوانـا
سَنمُــدُّ فوقَ اليأسِ جِســرَ طُموحِنـا ونُشَيّـــــدُ الآمـــالَ والبُنيــانـــــا
صَقَلَت جراحُ الدَّهـرِ عـَـزمَ نُفوسنــا فَمَضَت تُسَــطّر مَجدَنـا عُنوانـــا
قَـــدْ نُبتلـــى لكنَّنــا فــي صَبــرِنـــــا نَحيـــا ونُزهرُ رُغمَ كُــلِّ أَســانـا
قَسماً بــأنْ نبقى علىْ عَهد الفِــــدى ونَصونَ أَرضـــاً خُضّبت بــدمانا