الْيَوْمَ أَتَمَعَّنُ فِيْ نُقُوْشِ الْبَخُوْر
وَأَقْرَأُ أَسَاطِيْرَ الْعِشْقِ
وَفِيْ كُلِّ سِجِلَّاتِ الْمَعَابِدِ
فَأَسْمَعُ صَوْتَ الطُّبُوْل
إِنَّهُنَّ يَقْرَعْنَهَا
أَمَامَ بَوَّابَاتِ الْبَحْرِ
إِذْ أَكْثَرْنَ مِنْ حَرْقِ الْبَخُوْر
وَالسُّفُنُ قَدْ أَفَرَغَتْ كُلَّ الجَاوِي وَالنَّدِّ وَالعُوْدِ وَاللِّبَانِ
مِنْ أَجْلِ عِيْدِ العَاشِقِيْن
لِمَعَابِدِ الحُبِّ
فَالرِّيْحُ وَالنَّوَارِسُ
وَالأَشْرِعَةُ الْمُبْحِرَةُ
بَعِيْداً، بَعِيْداً فِيْ غَبِيْبِ البَحْرِ
وَشِرَاعُ أَسْلَافِيْ كَانَ ضَحُوْكاً
وَالْمِجْدَافُ يُرَدِّدُ أُهْزُوْجَةَ الْمَاءِ
مِنْ أَوَّلِ مِبْخَرَةٍ إِلَى آخَرِ قِطْعَةِ بَخُوْر
حِيْنَ غَفَا رَبَابِنَةِ الْبَحْرِ
صَدَحَ النَّهَّامُ
وَرَفَعَ عَقِيْرَتَهُ بِالغِنَاءِ
لِيَنْتَشِرَ عَبَقُ الْبَخُوْر
مِنْ أَفْوَاجِ النَّسِيْمِ
كَأَنَّهُ وَهَجُ الصَّالِحِيْنَ
وَهَالَاتُ ضَوْءٍ لِلْحُوْرِيَّاتِ
جِئْنَ مِنْ أَقَاصِي الْبِحَارِ
فَوْقَ الأَمْوَاجِ
أَسْرَابُ الحُوْرِيَّاتِ
يَتْبَعْنَ الشَّرَاعَ
فِيْ زُرْقَةِ الْبَحْرِ
وَزُرْقَةِ السَّمَاءِ
يَتْبَعْنَ زُرْقَةَ الدُّخُوْنِ
نَدٌّ، نَدٌّ، بَخُوْرٌ، بَخُوْر
عَبَقٌ لِفَاتِنَاتِ السَّاحِلِ
وَتَمُرُّ بِالشَّاطِئِ قَوَافِلُ اللُّؤْلُؤِ مُبْحِرِيْنَ إِلَى مَرَافِئِ الدِّفْءِ
إِلَى اللُّؤْلُؤِ، إِلَى البَخُوْر
وَالنَّوَارِسُ تَرْقُصُ لِلزُّرْقَةِ وَالْبَهْجَةِ
قَبْلَ تَحْلِيْقِهَا
لِضَحِكَاتِ الْبَحْرِ
وَتُعَانِقُ حُلُمَ الْعَابِرِيْنَ
الَّذِيْنَ أَحْرَقُوا الْبَخُوْر
حِكَايَةُ النَّوَارِسِ
الْيَوْمَ تُضِيْءُ الدُّنْيَا بِالعَبَقِ الْمُقَدَّسِ
وَسَوَاحِلُنَا مَنْقُوْشَةٌ بِالْحِنَّاءِ
إِنَّهَا أَرْضُ الْحُبِّ الْمُقَدَّسَةِ بِالبَخُوْرِ
وَالْمِسْكُ يَفُوْحُ مِنْهَا
عَبْرَ الزَّمَنِ
نَقِفُ قَلِيْلاً وَنَسْأَلُ الْمَوْجَ
عَنِ الأَشْرِعَةِ القَدِيْمَةِ
إِنَّا عَشِقْنَا الْحُوْرِيَّاتِ
وَعَشِقْنَا الْبَخُوْر.
________
شاعر ومؤرخ سعودي.
رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي.
