آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
قَاسٍ أَنْ لَا تَنْسَى،
دَوْمًا الصُّوَرُ حَاضِرَةٌ.
أَلَمٌ أَصَابَكَ،
مُنْذُ مِئَةِ عَامٍ،
أَوْ خَنْجَرٌ طُعِنَ بِالْخَاصِرَةِ.
ضَحْكَةٌ زُرِعَتْ فِي الْقَلْبِ
آلَاتٌ مُوسِيقِيَّةٌ،
هَذَا عُودٌ وَهَذَا كَمَانٌ،
دِيوَانُ شِعْرٍ وَأَنْغَامٌ رَاقِصَةٌ،
خُطُوطٌ مُقَدَّسَةٌ وَنُقُوشُ أَجْدَادٍ،
فَرَاعِنَةٌ.
تَتَأَرْجَحُ الْأَلْوَانُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ،
ذِكْرَيَاتٌ تِلْوَ ذِكْرَيَاتٍ،
هَذَا أَسْوَدٌ جِنَائِزِيٌّ،
كَانَ حَزِينًا ذَلِكَ الْيَوْمَ،
عَلَى تِلْكَ الْبَيْتِ أَوْ تِلْكَ الْحَيِّ.
وَهَذَا أَسْوَدُ
فُسْتَانُ حَبِيبَتِي، كُحْلُ عَيْنَيْهَا،
تَخْجَلُ أَنْ غَازَلْتُهَا،
تُغْلِقُ فَمِي بِكَلِمَةٍ واحدة.
وَهَذَا أَحْمَرُ قَانٍ،
دَمُ شَهِيدٍ سَالَ لِمَبَادِئٍ
وَمَعَانِي، كَانَ صَدِيقِي،
صَعِدَ لِرَبِّهِ فِي ثَوَانِي.
هَذَا أَخْضَرٌ كَالرَّبِيعِ،
يَشِعُّ مِنْ عُيُونِ طِفْلَتِي،
أَوْ مِنْ قَلْبِهَا، لَا أَدْرِي.
وَهَذَا أَزْرَقٌ سَمَاوِيٌّ،
صُبِغَتْ بِهِ قُبَّةُ غُرْفَتِي،
وَمِحْرَابِي،
انْتَظَرْتُ قَمَرًا،
يَهْمِسُ لَيْلًا فِي أُذُنِي،
يَزُورُنِي فِي أَحْلَامِي.
وَهَذِهِ أَلْوَانٌ مُخْتَلِطَةٌ،
مُزَرْكَشَةٌ، دَاكِنَةٌ وَبَاهِتَةٌ،
سَوْفَ تَرْسُمُ الْآتِي
مِنْ عُقُودٍ وَأَيَّامٍ.
وَتُعَاقِبُنِي الذَّاكِرَةُ،
مَرَّةً أُخْرَى، تُذَكِّرُنِي بِبَعْضِ الْفَرَحِ،
وَبَعْضِ آلامِي.
