البينُ قد أشعلَ الأشجانَ والكدرا
واستنزفَ السمعَ والتفكيرَ والبصرا
واستبدلَ الوردَ شوكًا والصباحَ دُجىً
وحوَّلَ الغيثَ في أرواحِنا مطرا
مِن أينَ أبدأُ ؟ إنَّ البينَ يعصفُ بي
ويستقي من وريدي العزمَ والعُمُرا
كُلُّ الدروبِ إلى الأوطانِ موصدةٌ
وليسَ لي غيرُ دربٍ يعشقُ الشُعَرَا
يا غُربةَ الروح إنَّ الشعرَ مُتَّكأٌ
لشاعرٍ لا يرى شمسًا ولا قمرا
يُغازلُ الحرفَ يبني منهُ قافيةً
على جناحينِ حتَّى يعزمَ السفرا
يطيرُ والريحَ في الأصقاعِ مُتَّجِهًا
نحوَ السعيدةِ يشدو حُبَّها سَحَـرَا
فإن بدا الضوءُ من كُلِّ الجهاتِ أتى
يُعانقُ الوردَ والأزهارَ والشجرا
يُقبِّلُ الأرضَ حُبًّا والغصونَ هوىً
والوردَ عشقًا وإن حلَّ النوى عَبَرَا