أنـتَ .. مَـنْ أنتَ؟ ومِنْ أينَ؟ إلى
أينَ تَمضِي في مَتَاهَاتِ الدُّرُوبْ؟
مـا الـذي تَـرجُوهُ؟ هَـلْ مِنْ وجهَةٍ
تَـبـلُغُ الـغَـايَاتِ مَـنـهَا .. وتَـؤُوبْ؟
أيُّـهَـا الـحَـادِي وقــدْ هَـدَّ الـخُطَى
سَـفَـرٌ، والـعُـمرُ يَـطـويهِ الـغُـرُوبْ
أنــتَ عــن حـلـو الأمـانـي راحـلٌ
وادِّعَـاءُ الـخلدِ فـي الـدنيا كَذُوبْ
أَتـــرى جِــئـتَ إلـــى الـدُّنـيَـا بِــلا
هَــدَفٍ سَــامٍ؛ لِـتَـحيَا بـالحُرُوبْ؟
حَــــدِّدِ الـغَـايَـةَ، واخــتَـرْ وجــهَـةَ
وتَـــزَوَّدْ بــالـذي يُـحـيِي الـقُـلُوبْ
وأَنِـــرْ بـالـعِـلمِ مَـصـبَـاحَ الـدُّجَـى
وامـتَلِكْ بـالوَحيِ مِـفتَاحَ الغُيُوبْ
هَـذِّبِ الـنَّفسَ ودَعْ طَـيشَ الـهَوَى
سَــيِّءُ الأخــلاقِ تُـردِيـهِ الـذُّنُـوبْ
أحـسِـنِ الـظَّـنَ، تَـوَاضَـعْ يـا فَـتَى
واحـتَـرِزْ مِـنْ كِـبرِ دُنـيَاكَ الـلعُوبْ
كُـــلُّ نَــقـصٍ فِـيـكَ يُـبـدِي مِـثـلَهُ
في الوَرَى، والنَّقصُ مِرآةُ العُيُوبْ
كُــنْ سَـحَـابَاً مَـاطِـرَاً، كُـنْ بَـلسَمَاً،
وَردَةً تُـهدِي إلـى الـنَّاسِ الـطُّيُوبْ
واعــمُــرِ الـكَـوكَـبَ حُــبَّـاً خَــالِـدَاً
وازرَعِ الأرضَ سَــلامَـاً لـلـشُّـعُوبْ