فؤادي وروحي أزهقا باختيالكا
يموتان كي تلقى هدى لضلالكا
لأنك كنت البدر كانا ضياءه
يسيران إن سافرت قبل ظلالكا
يصدان عنك الغيم من كل وجهة
يصيغان أحزان النجوم مسالكا
وتبدو كبحر يغدوان نوارسا
فتلتهم الشطآن صبح جلالكا
تغيب يطيلان الوقوف وكلما
مررت نسيما ساءلا عن مآلكا
وكانا يقيسان المدى بين نظرة
وأخرى لعل الأنس يبدو هنالكا
كأنك من أشقاه بعدك عنهما
وأحرق بالآهات غصن جمالكا
تقمصت دور الحب حتى أجدته
فتحت به سوقا لوجه احتيالكا
لأن الغوى أصباك حين تكاثرا،
غراما وخاضا في هواك المهالكا
أتيت بلا وعد لتلقي عليهما
السلام وكف الليل محراث بالكا
فدع عنك ما تمليه ريح مدينة
تبيدك بالأوجاع قبل اغتيالكا