في آخر الغيم/ بقلم:محمد الدمشقي سوريا

في آخرِ الغيم دمعٌ ليته انهمرا
ليرسمَ الحلمُ في شبَّاكهِ قمرا

ويهطلَ النورُ من عينٍ مسهَّدةٍ
قد أدمنتْ في المنى التحديقَ والنظرا

حتى غدا لونُها السريُّ أحجيةً
كنجمةٍ راودت عن بوحها القدرا

تلألأتْ كي يعيدَ الليلُ رعشتها
من غفوةٍ لم تعد تستوعبُ السفرا

أضأتُ سطراً على أشجانِ قافيتي
لأطفئَ الوجدَ في عينيَّ لو ظهرا

فأينعتْ فكرةٌ فكَّتْ ضفائرها
كتمتُ عنها الصدى لكنه عبَرا

وحلَّقتْ لوعتي فوقي مرفرفةً
لتستعيدَ بريقاً غابَ واندثرا

ماذا تضيفُ إلى الفوضى قصائدنا؟
أتحرقُ العشبَ أم تستنطقُ الحجرا؟

أم تطلقُ النغمةَ الخرساءَ من قفصٍ
قضبانهُ أنبتتْ آهاتُها شجرا؟

أترتوي من سرابِ الشِّعرِ أمنية
جفَّتْ جداولها لمَّا النَّوى انتصرا؟

وللهدوءِ ضجيجٌ ليس يسمعهُ
غيرُ الذي أتقنتْ أجفانه السَّهرا

أشدو لتسحبني نحو الضبابِ يدٌ
بلهفتي ضُرِّجتْ إذ خافقي انفجرا

للريحِ ألقي حريقاً كنتُ أنزفه
حين الفؤادُ إلى الشوقِ القديمِ سرى

قصيدتي لم تعد تختارُ من لغتي
إلا مطالعَ وجدٍ دمعُها انتثرا

وعطرُها باحَ بالأسرارِ مذ كتَمتْ
صراخَها واحتمتْ بالصمتِ فانكسرا

أيعبرُ الجسرَ من لم يقترفْ قلقاً
ونامَ مثل يقينٍ أجَّلَ المطرا؟

أيستعيرُ خيالٌ وهمَ واقعه
أم يؤمنُ المنتمي للظلِّ إن كفرا

في سفحِ كلِّ ضبابٍ قمَّةٌ صعدَتْ
على مواجعِها كي تردمَ الحفرا

وأوقدتْ في دجاها شمعةً رقصت
لتخلعَ اليأسَ والخذلانَ والحذرا

فهل وصلتَ إلى معناكَ يا ألمي
وهل أتاك أنينُ النايِ معتذرا؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!