همسةً همسةً يغويها العبق
زهرةً زهرةً أُشكِّلُ لكَ
تَسقيني دمعَ الشموع
بتَشوقِ وفراشةِ الضوء
ولا يعودُ الليلُ كما نحن…
حينَ صارَ البحرُ قِرْمِزِياً، والبدرُ بنفسجياً
وارتدتْ الأرضُ ظلِّي
ارتحلتْ شمسي إليكَ
أن أسيرَ كما أردتَني
وتتفجَّرَ في أترابي أورادٌ ثَرَّة
أن أَوردَ كما أورَدتَني
إليكَ أرُومُ، ومنكَ أرُومُ
وسِّعْ عليَّ دِرْعَكَ، ولأنشطِرْ في سمائِك
أنا الدائرةُ في جَفنِكَ خِفياً جِهَاراً
لا الجَفْنُ مُقْفَلاً، ولا المَنَازِل
يخسفُ الظلُّ أمامكَ، فيُكسف
ويتضَرَّعُ الفَلَقُ شوقاً، فتوارى
والاسمُ الموصولُ يبحثُ عنكَ في ليلِ الوصْلِ…
كما وصلتَني وتفصلُني
أُلْقِي عندكَ طَرْفي، وأعرفُ أنكَ حيائي
لن يتوقفَ حَراكي حولَ عطرِكَ
حتى تعتقني بين جوانِحِكَ
أسافرُ على حَنْجَرَةِ الأسئلة
بلا لسانٍ ولا سبيلٍ سوى عَلامَةٍ منكَ
تلك المتكوِّرةُ بآثار المَحْوِ
والآسرةُ في اللامَحْوِ
والماضيةُ في آفاقِ اليقين
عَلامَةٌ منكَ تعكُسُ الأضدادَ والمَكْنُون
تُحرِّكُ الساكنَ والناتئ
كما ظهرتَني وتعكسُني
أُجوِّدُ لكَ بالقِيَاسِ والأوراد
بالأناشيدِ والأهازيج
بالتراتيلِ والتهاليل
بالتراويح والتسابيح
بالصوتِ والهدوء
وبكل أصواتِ الحياة
ظلالي الثائرة في قواميسِ الحقيقة.