لو أُرهِقَ الفكرُ في دوّامةِ الجدَلِ
واستيأسَ الشِّعرُ أن تأتيهِ بالغزَلِ
أو كدّرَ الوَهجَ في عَينَيكَ أسئلةٌ
لم تلقَ أجوبةً من سالفِ الأزَلِ
واستأثرَ الصَّمتُ بالأرجاءِ فاحتدمَتْ
كآبةُ اللَّيلِ لولا فُسحةُ الأمَلِ
فاقصِدْ فؤادَكَ قد آنستُ جَذوتَهُ
تكادُ تطفِئُها في كثرةِ الزّلَلِ
مازالَتِ الرِّيحُ في عصفٍ تراودُها
واستنفدَ النُّورُ ما في النَّارِ من حِيَلِ
جاوزتَ بالصّبر حدَّ الصّبرِ فانسدلَتْ
ستائرُ اليأسِ مثلُ اللَّيلِ في المُقَلِ
يا غايةَ القلبِ عندي فيكَ مسألةٌ
يا ليتَ شعريَ تأتيني معَ الهمَلِ
إنِّي خريفٌ بهِ الأشواقُ عامرةٌ
تكادُ تشعرُها في وحشةِ الطَّلَلِ
وما تهاوَتْ بهِ الأوراقُ مجهدةً
إلا لِما وجدَتْ في حزنيَ الجَلَلِ
وكلَّما أَرِدُ الأشعارَ أسمعُها
معزوفةَ الشَّوقِ في الوجدانِ تهمِسُ لي
كي تُرجعَ الحلمَ من أعماقِ عزلتِهِ
تحلَّ بالعزمِ لو مُنّيتَ بالفشلِ
ما من سبيلٍ سوى الأحلامِ نقصِدُها
في واقعٍ زرعَ الأشواكَ في السُّبلِ
يا ليتَ لي غيمةً بالزَّهرِ أملؤُها
فيُخمدَ الزَّهرُ ما في الكونِ من عِلَلِ
ومن يَدِنْ بالهوى في روحهِ أرَجٌ
على مدى الحبِّ فيهِ العطرُ لم يزَلِ
وأجملُ العمرِ تيهٌ فيكَ يغمرُني
لا عاصمًا منهُ لو آويتُ للجبَلِ
خذني إليكَ على مَتنِ الخيالِ رؤًى
نجومُها في سما العشَّاقِ كالحُلَلِ
في قلبها الوحيُ يهدي الحالمينَ هوًى
ما مثلَهُ في هوى الأفلاكِ من مُثُلِ