قصديدتان ومناسبتهما

مُش مصدق

أنتَ يا اللي كنتَ تأخذ من حياتي كل دقيقة
مش مصدق أنك أنتَ بين أحضاني حقيقة
بل وأجمل من حقيقة

كيف أنثر لك أحاسيسي وأشواقي دموع
كيف أضمَّك واعشق النار التي بين الضلوع

كيف أتعذَّب بحبك ؟ كيف خليتنا أحبك ؟

بس أنا اتوسل إليك لا تخلينا لوحدي
لا يغرَّك كل هذا الحُب وتتنكر لودي

هذه الكلمات للأستاذ الشاعر/لطفي جعفر أمان وهي من الكلمات التي تتجدد بتجدد الزمان والمكان ، الجميل في هذه الكلمات أنها حضيت بلحنين رائعين مختلفين لعلمين كبيرين من أعلام الفن في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هما الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم والأستاذ الفنان الكبير/محمد مُرشد ناجي والأجمل أن هذين اللحنين لا يقبلان التمايز بسبب أن كليهما نال استحساناً من الجمهور ، فقد كانت جودة الغنوة وعذوبة كلماتها والصدق الانفعالي و الشعوري وعلو الذائقة في حُسن انتقاء وتوظيف الألفاظ الذي تميَّز رائد المدرسة الرومانسية في بلادنا شاعرنا الكبير لطفي جعفر أمان ، الذي كان له دورٌ كبير في ولادة هذين اللحنين ، إذ مَنَحَ الفنانين كلمات هذه القصيدة – التي أوردنا هنا جزءً منها – كلاً على حده ، ولم يخبر أحداً منهما بما فعل ، فأنتجت هذه الفكرة هذين اللحنين المختلفين الذي يبدُ كل لحنٍ منهما أمتع من الآخر ..
وكانت مثل هذه الأعمال الكبيرة تُقدَّم في مناسبات الأعياد ..

أخي كبلوني

وهذه قصيدةٌ أخرى تاريخية للشاعر الكبير لطفي جعفر أمان هي “أخي كبلوني” ..
وهي القصيدة التي كتبها الشاعر حين أقدمت السلطات الاستعمارية البريطانية على اعتقال الشخصية الوطنية والسياسية والنضالية الكبيرة الأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب رحمة الله عليه وكان الاثنان في تباين لا يفسد للود قضية ولهما عمود صحفي يردُّ كل واحدٍ منهما فيه على الآخر الحجَّة بالحجَّة ، لكن الأمر تغيَّر تماماً عند اعتقال الأستاذ عبدالله باذيب ، إذ كتب لطفي القصيدة واتصل مباشرة بالأستاذ محمد مرشد ناجي وطلب منه المجيء باسرع ما يمكن ، فأتى المرشدي إلى منزل لطفي وطلب منه لطفي الإسراع في تلحين هذه القصيدة ليغنيها على المسرح وبالفعل تمَّ ذلك وقُدِّمت القصيدة مغناه من المرشدي على أرقى المستويات .. كان المرشدي يتوقع أن تذهبَ بهِ السلطات الاستعمارية ليلحق بالأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب في المعتقل ، لكن حساب سلطات الاستعمار كانت مختلفة ، فحين رصدت الحضور الجماهيري الواسع والزخم الكبير والمعنوية العالية التي زادت حيوتها وعنفوانها تلك الكلمات الفدائية التي حوتها قصيدة “أخي كبلوني” ، أصدرت السلطات الاستعمارية على إثرها الافراج الفوري عن الأستاذ عبدالله باذيب …

القصيدة “أخي كبلوني”
أخي كبلوني ..
وغُلَّ لساني واتهموني
بأني تعاليتُ في عفَّتي
ووزعتُ روحي على تربتي
ستخنق أنفاسهم قبضتي
لأني أقدِّسُ حريتي ..
لذا كبلوني
وغُلَّ لساني .. واتهموني

أخي يا أخي
أيصفعني الخوف؟ .. لا يا أخي
أأخمدُ ناريََ ؟ لا يا أخي
أنا لطخةُ العار في موطني
إذا انهار عرضي ولم أصرخ
وعرضي هو الحق في تربتي
هو الحق أحميهِ في عزَّتي
هو ..
ياأخي .. يا أخي .. يا أخي
وعرضك عرضي حريتي

بحق الوطن ..
بهذا القسم ..
أخي قد نذرتُ الكفاح العنيد
لهذا الوطن
إلى أن أرى أُخوتي في السجون
وهم طلقاء
يقولون ما مات حتى أنتقم

محمد ناشر مانع

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!