عيناكِ نافذتا قلبي إلى وطـنٍ
أحـبـبـتُهُ أيَّمـا حُـبٍّ بلا وهَـنِ
عشقتُهُ رغمَ كُلِّ النائباتِ وما
فارقتُ أوجاعَهُ في سائرِ الزمنِ
وهبتُهُ الروحَ كي تحيا ابتسامتُهُ
ما أعذبَ الحُبَّ في معشوقتي اليمنِ
أُمِّي السعيـدةُ كم أحببتُها وطنًا
رضعتُ من ثديها عشقي معَ اللبنِ
رغم الأسى رغم أوجاعي ومخمصتي
ورغم أنِّي شـريدٌ أرتدي كفني
مازلتُ أعشقُ موتي في خمائلها
لأنَّها حُـبِّي الباقي ومُـفـتـتـني
فكم تجرَّعتُ فيها علقمًا وأسىً
لا ذنبَ لي غير أنِّي عاشقُ الوطنِ
صنعاءُ يا بهجةَ الدُّنيا وبسمتَها
يا زهرةَ الكونِ ذات السُندُسِ الحسَنِ
صنعاءُ يا قلعةَ التاريخِ ما برِحتْ
ذكراكِ تُتلى هوىً من عهد ذي يزنِ
صنعاءُ يا نبضَ قلبي وارتواءَ دمي
ونشوتي وارتياحي من لظى الحزَنِ
أُنشودةٌ أنتِ يا صنعاءُ قد عُبِقتْ
يشدو بها القلبُ في صحوي وفي وسني
عودي كما كُنتِ روضًا باسمًا عَطِرًا
عودي حنانًا كأُمٍّ في هوى المُدُنِ
عودي شموخًا إباءً حِكمةً وندىً
بُطولةً واحتوي شعبًا مِن المِحنِ
آنَ الأوانُ ليسمو في العُلا وطـنٌ
تجرَّعَ البؤسَ واستسقى لظى الفِتنِ
اللهُ أكـبـرُ تـعـلـو مِن حناجـرِنا
نارًا وتُسقي جحيمًا عابدَ الوثنِ