كأنّي نايّ المنافي
كأنّيَ متُّ !!
كأنَّ التقاطَ الشَّهيق ِ في هوائيَ
الضّيّقِ الحجراتِ…صارَ ابتكارا ً..
كأنّ الزّفيرَ صارَ اقترافاً…
وصارَ ارتعاشُ النّبضِ في قلبي
انتحاراً..
كأنّي نايُ المنافي،
وشاهق ٌ من البردِ والوحشةِ بعضي .
غامضٌ من الحزنِ والبحّةِ امتدادي
ولستُ قصباً..
* * *
كأنّيَ ..مِتُّ
كأنّ طحالب َ القلقِ تراودُ السّماءِ
عن نفسها
على سريرِ الفجيعةِ ،
فتحبلُ بالظلامْ…
كأنّ اليباسَ يمضغُ واحات روحي
يمضغُ الأفياءّ والأحجارَ ،
وحتى الرّملَ..فما في روحي متسعٌ
لتنهيدةٍ أودمعة….
* * *
الآنَ وفي اشتعالِ الطوفانِ،
خانتني الذُّرا
فارَ التّنورُ وحالَ بيننا الموجُ
أنا يانوحُ من أهلِكَ
أنا من أهلكَ يانوحُ..انتشلني..
أنا من أهلكَ وما اقترفتُ من ذنبٍ
سوى أنني أشتمُ الحربَ
وأُصلّي في صومعةِ القصيدة ِ علّها
تسكن ُ الرّوحُ قليلا ً..قليلا..
* * *
الآنَ خانتني القصائدُ الحبيباتُ
وأنتَ مثلي ياغريبُ
خذلتكَ المنافي
كما خذلنا الدّيارَ حينَ آلمتنا الدّيارُ..
يا غري…….بُ
ياغريبُ كيف وفي اندحارِ المواويل ِ
عن شفتيَّ
سنردمُ في الرّوحِ هذا الفراغ َالعارمَ؟
ومنْ سيؤنسُ اليماماتِ في
هذاالعريِ؟
فلا أعشاشٌ تلفّنا ولا أشجارُ..
من سيضمّكَ في هذا الكون النّازف
قحلا ً ودماراً ..
فأُمُّكَ ماتتْ منذ يتمينِ وحربْ
وحبيبتُكَ مصلوبةٌ خلف موشور ِ
الدّموعِ ..تُقطّرُ
بكؤوسٍ من زجاج الانتظارِ
– ذكرى سبع سنينٍ وعشق..
منْ لِبردِكَ ياغريبُ ؟
من لِبَردكَ يا غريبُ إذا خناجرُ
الجليدِ تغلغلتْ في روحكَ؟!
إذا عناكبُ الحزنِ استوطنت
ْ ز وايا العمر ِ ، واندلعَ الخريفُ ؟
ومن سيغلقُ شبابيكَ الألم بليلي
إذا ما أمواجُ الذّكرى
عاقرتْ شطَّ الشّوقِ..
من سيعْمُرُ في قلبي كلّ ولائم
ِ العشق ِ على غيبة البلاد ِوالنّدمان
الغائبين ْ..؟
ومنْ غيركَ ياغريبُ
يقاسمني الحنين…