كان خدًّا/شعر /محمد الهجري

كان للعشق حديثاً مُستطابا
وترٌ ينسابُ في السمعِ ربَابَا

من غزالٍ كان نهدٌ وفمٌ
يصلبُ الارواحَ سقَّاءً رُضابا

كم تَجَنَّي طرفُ عينيهِ على
مُهَجِ العشاقِ رشقًا واستلابَا

تخطفُ الالبابَ عيناه وكم
أخجَلَت من قمرٍ يوماً فغابا

قبل يغدو الطينُ من تدويرهِ
قَدَحَ الأسمارِ يُسقيكَ الشرابا

بات يشكو من هبوبٍ وعكةً
عجلاتُ الدهر أبقَتهُ سرابا

كُف يابن الطينِ عن إحرَاقِ مَا
كان قبل الطين أتراباً عِذَابا

أيها الجاني على الطينِ غدًا
يؤخذُ الثأرُ ألا تخشى العقابا؟

فارحمِ الطين غداً أنت الذي
مثلهُ تشكو من القهرِ اضطرابا

خففِ الوطأ ولا تقسو على
ضعفهِ يزدادُ بالمنفى اغترابَا

لَهفُ قلبي كيف دَارَتْ حِقبَةٌ
من هُبُوبِ الدهرِ تذرِوهُ ترابا

فاسقني الكأسَ رحيقاً بفمٍ
قبل أنْ يغدو الى خَبتٍ يبابَا

وامنحِ الحبَّ بِغُصنٍ كَاعِبٍ
ماقَضَى في لَمَمٍ يوماًِ عقابَا

غنِ لِي الآنَ ولا تصغِ إلى
حاسدٍٍ بالعَذلِ يصلينا عذابَا

شيَّعِ الاحزانَ منْ صدري أنا
واسكُبِ اللحنَ بأوجاعي رباباَ

لو قضى الله عقاباً في الغُنَا
عاقبَ الشحرورَ واقتَصَّ الرقاباَ

غَنِّ لي مَالِي وما قِيلَ فَمَا
أنتَ قبلَ الطينِ مَن خَطَّ الكتابَا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!